إذا كان ما يقرأه بعضنا على مستوى الإمارات خمس ساعات أسبوعياً، وبعضنا أقل من ذلك، والبعض الآخر لا يقرأ أبداً، وبالتالي هناك 50 في المائة من السكان لا يقرأون، قد يكون هذا الرقم مخيفاً بالنسبة للإمارات التي تعد الأولى عربياً في تقنية المعلومات وانتشار الإنترنت، وكثرة مستخدميها، وخيراً فعلت بعض الجهات في تحريض الناس على القراءة بالوصول لهم، وإيصال الكتاب لهم بأسعار تشجيعية، وقيام جهات أخرى بإهداء المدارس ومكتباتها إصداراتها العديدة والتي يتراكم كثير منها في المستودعات دون أن تتحرك نحو القارئ الغائب، وقيام جهات أخرى بخلق الحوافز، وتوجيه الإرشاد للأهل والطفل والمدرسة لتكتمل حلقة القراءة التي نهدر جل أوقاتنا دون أن تحظى القراءة بغير خمس ساعات أسبوعياً من قبل المهتمين، أما غير المهتمين فسجلوا رقماً كارثياً، في حين بعض الشعوب يصطفون طوابير كما يحدث في اليابان حين صدور أي كتاب أو رواية ليكونوا من المقتنين الأوائل من النسخة الأولى والتي تزيد نسخها على 600 ألف نسخة!
ما فعلته شرطة دبي مشكورة، وهذا العهد بها دائماً في التحري والتقصي بجهاز أمني كبير، وبوسائل حديثة، وأداء موسوم بالصبر والدقة، للوصول لمرتكب الشغب في ملعب مباراة العين والأهلي، وما جاءت بعده من تداعيات، وإشكاليات قانونية، واعتراضات بعضها تحملها الحماسة دونما معرفة حقيقية بحيثيات القرارات التي صدرت من قبل لجنة الانضباط، دون أن يعني شيئاً إن كان مرتكب الفعل “أهلاوياً أو عيناوياً أو من فريق في العاصمة مثلاً” وهو أمر أجبر بعض وسائل الإعلام الرياضي الوطني أن تزج بنفسها في أتون تلك المعركة غير الرياضية، لكنها لم تقدر أن تخرج منها دون أن تصيبها قذائف خرجت أيضاً عن الحيز الرياضي، بين القذف والاتهام والتحيز وإشعال الحرائق، وتبني بعض المواقف!
الأخبار المفرحة والأرقام المتراقصة التي تأتينا من طرف البنوك الوطنية، وبعض المؤسسات والشركات الوطنية، وما حققته من أرباح ومداخيل في الربع الأخير من هذه السنة، ومن قبلها، يدعونا للتفاؤل، بأن اقتصادنا تجاوز محنته، وأن بعض مشاريعنا المعطلة سترى النور من جديد، وأن كثيراً من الأحلام المعقولة يمكننا أن نحققها بالهدوء والروية وقراءة مردودها جيداً، وإلا سنبحث من جديد عن حفر صغيرة لنقع فيها، ونعطل مشاريع كبيرة كان علينا إنجازها!
ما حدث في مهرجان الجنادرية، بجناح دولة الإمارات، من هرج ومرج حينما غنت بعض المطربات، وتدخل رجل من هيئة المعروف والنهي عن المنكر بطريقة فجة، تم منعه من قبل رجال الأمن، أمر يمكن أن يحدث، ويحدث أكبر منه، لكن كأننا نعجن عجينة ونخمرها للمغردين شمالاً وجنوباً، هناك أمور وفرتها التكنولوجيا، ويضيعها بعضنا بعقولهم الساذجة والسطحية!


amood8@yahoo.com