هناك أخبار لا يمكن للناس البسطاء أن يصدقوها، ولا يعرفون كيف يفسرونها، ويظلون يتساءلون بشأنها، وكل واحد يؤلف قصة عليها ويرميها ليتلقفها الآخر ويزيد عليها، ثم تأتي وسائل الإعلام وتزيدهم غموضاً آخر في تناولها للخبر، لأن خبرها ناشف يابس حاف، ولا يطرح أي خلفية حول الشخص ولا المبلغ الكبير، ولا حيثيات الحكم، هكذا تلقى الناس البسطاء الخبر المفرح بإفراج المحاكم في دبي عن “الدبل” بعد أن أعاد 130 مليون درهم كانت بحوزته في الحفظ والصون، وكانت في ذمته بعيداً عن أيدي المحتالين والسرّاقين، وخافية عن عيون الحاسدين والطماعين، وهذا ما يمكن أن يفسره واحد بسيط مثلي لكم، وليس له في الاقتصاد الثقيل، ولا له في حركة التحويلات إلا التي مجبر عليها كتلك التي تكتب أمامه فجأة وعلى لوحة بلون أصفر وأسود “أمامك تحويلة إجباري” 130 مليون درهم تجعل الكثير يضرب “بريك” لأنها موجودة في الشارع دون حراسة، ويرد”ريوس” خوفاً منها عليه، أقول ذلك فقط لكي لا نجعل الناس البسطاء يخلطون ويعتقدون أن أهل الإمارات كلهم ذهبوا للغوص “ذيك السنة”، ويتيهون ولا يقدرون أن يفرقوا بين الأبطال الوطنيين!
تحذير مهم وضروري لسيداتنا المتفاخرات بما ليس لهن فيه حق، ولبعض نسائنا الجاهلات بالقوانين الأوروبية، وغير المضطرات للتمظهر ببضاعات صينية مقلدة، وغير أصلية، خاصة الشنط والساعات والنظارات والأحذية والملابس، لأن شرطة مكافحة التزوير والتقليد والاعتداء على الملكية الفكرية في كافة أرجاء أوروبا والدول المتقدمة، أصبحوا مثل شعبة مكافحة المخدرات، فأحسن من البهدلة، وزيارة أقسام الشرطة والسجن والتعهدات الخطية والمصادرة ودفع الغرامات الكبيرة أن نستر على “عمارنا” ولا نلبس ثوباً غير ثوبنا إن لم نكن قادرين، ولا يغرنا التظاهر بمظاهر الثراء إن كنا نحن غير ذلك، ففي أوروبا لا يفرقون بين غني وفقير، ولا مواطن وأجنبي لا في الشارع ولا في القوانين، وعلى الرجال أن يتنبهوا قبل سفرهم من حقائب زوجاتهم، لأن “الترترة” ستكون عليهم، والدموع التي تسكب فجأة ستكون عليهم كفكفتها، وأخيراً ولا واحد منهم بيرضى أن تبات زوجته في السجن بشيلتها وعباءتها، ففي إيطاليا تم تغريم عجوز مصطافة ألف يورو لأنها كانت تلبس نظارة مقلدة، ولم يشفع لها كبر سنها أو جهلها بالقانون أو عدم ملكيتها لمبلغ الغرامة، فقد كانت ستودع السجن، لولا وعي السياح، خاصة الشباب منهم، حيث جمعوا لها المبلغ، واضطروا لطلب مبالغ ولو قليلة من المارة والمصطافين حتى أكملوا المبلغ وأنقذوا العجوز المتصابية، وفي بلد آخر ألقت شرطة حماية المصنفات القبض على سيدة وهي تبتاع من أفريقي”مبرز” في الشارع يبيع سلعا مزورة، وأجبرتها على دفع غرامة قدرها 10 الآف يورو!



amood8@yahoo.com