في معرض الكتاب ينمو زعب الحياة على مشاعر صغار توافدوا كأنهم الطيور يزقزقون بين الأروقة، باحثين عن أغصان لهم، عن دفاتر التلوين، عن كتب التكوين، عن نجب وسحب ونقب وحجب وأسوار وأدوار وأطوار وأنهار وبحار وسوار يليق بالأشواق والأحداق. هنا في المعرض صغار تسوروا بالشوق والتوق وداهموا المكان بفرح السنين الأولى يحدقون ويحلقون ويمنطقون الأشياء بطفولة وعفوية وفطرة الأحلام الندية وخضرة العمر الصافي من أدران وأحزان وأشجان. هنا في المعرض تجدهم بملابسهم المدرسية يطوفون من حولك كالنسيم والابتسامات ترفرف على محياهم كأجنحة الطير يرفرفون كالفراشات بألوان الفرح بين الردهات وتحت السقف المعلق بنجومه الضوئية المبهرة، يطوفون مادين الأيدي فاردين الخطوات على مخمل الأرض، ممتلئين بالشغب الجميل وموسيقى الحناجر الصغيرة ترفرف المكان بأحلى الألحان. في المعرض يكون الصغار زهرات تفيض برائحة أزمنة قديمة ويحط زمان يفتح آفاقه على القلب والعقل يشرع أشرعته والموج الفضي يغسل أحشاء الممرات بأحلام ستبقى للأيام مدار ومنار وأخبار لماضي الطفولة. في المعرض هنا في محفل الكتاب في منهل الكُتّاب، في الجملة المفيدة وما بين المفصل والفاصلة تغريدة تطور المعنى وتؤكد أن العاصمة أبوظبي أصبحت محط الأنظار وأصل الأخبار وفصل من فصول الربيع الإنساني المزدهر بالحب واللقاءات الحميمة، هذا في المعرض في العاصمة البهية، في عروق الشجرة الوارفة، الأوراق مكتوب عليها الحب للجميع، العشق للكتاب، الشغف بما تجود به الأقلام وما يبذله اليراع النبيل. في المعرض نتباهى ونفخر بأننا أعظم الأمم والعاصمة أبوظبي، المنطق والمنطلق وإطلاقة النَفْس والنَفَس هنا نحن أمام حفلة إبداعية ونهار يضيء بالصفحات الناصعة وصباح يشرق بخيوط ذهبية، عالمنا الإبداعي مزاج ومعراج باتجاه الحياة نحو غايات ورايات وساريات نحو امتداد الأفق وروح المدى، نحو مدّ صحراوي تذهب نوقه وجياده إلى ربوات التطلع وانثيال الفكرة الرائعة كأنها المطر، كأنها السيل المنهمر، كأنها الخيل الذاهبة لغد منتصر، كأنها الجيل المتحفز لاقتطاف خير الثمر، كأنها الوعد الإماراتي الجميل في صبحه الآمن القرير المستقر. Uae88999@gmail.com