نأمل ألا يطول انتظارنا للمشروع الذي تعتزم تنفيذه دائرة الشؤون البلدية في أبوظبي، والخاص بتزويد لوحات نظام العنونة الجديد برموز ذكية تساعد على تحديد مواقع المدارس والمستشفيات والبنوك الأقرب مكانياً للوحة لأجل سرعة و سهولة الوصول إليها. وبالذات في الضواحي والمدن الجديدة خارج جزيرة أبوظبي. مساء أمس الأول كنت في «مدينة خليفة» لزيارة أحد معارفي الذي اختصر رحلة الوصول لمنزله بأن دعاني لانتظاره عند أقرب معلم فيها ليصطحبني بدلاً من تركي أقوم بتعداد الدوارات في المنطقة، ومسح الطرق الداخلية التي يفتقر الكثير منها للإضاءة المناسبة، أو إرسال أحد أبنائه عند مدخل المدينة لمرافقة الضيوف للمكان، كما يجري في الكثير من الأحوال. مشروع سيساهم بلا شك بمساعدة الكثيرين في الاستدلال على مقاصدهم، وبطريقة عصرية مبتكرة، خاصة مع توجه العديد من الدوائر والمؤسسات لنقل مقارها للضواحي الجديدة للتخفيف من الازدحام والتكدس في قلب العاصمة. أو افتتاح فروع جديدة لها هناك لتسهيل وصول السكان لخدماتها في تلك المناطق. كما أن المشروع يمثل وسيلة قابلة للتطوير بحيث يمتد لتشمل«الرموز الذكية» العناوين السكنية لتحقيق ليس فقط سهولة الوصول إليها، وإنما لتوفير خدمة راقية لطالما تطلع الجمهور لتوافرها، وهي خدمة توصيل رسائلهم البريدية والوثائق إلى دورهم السكنية، وهي خدمة عجزت مؤسسة بريد الإمارات عن توفيرها طوال العقود الماضية وحتى الآن، بسبب عدم وجود نظام عنونة كفؤ. وقد تسبب غياب نظام عنونة ذي كفاءة عملية في معاناة الجميع سواء الأهالي أو الزائرين لهم أو حتى الجهات الخدمية الأساسية، جراء صعوبة الوصول لهم، والاستدلال على منازلهم. وذات مرة عجزت سيارة إسعاف عن الوصول إلى منزل متصل في «مدينة خليفة» يطلب مساعدتها في نقل زوجته إلى المستشفى، واضطر الزوج لانتظار المسعفين عند أحد الدوارات. والوضع أكثر صعوبة في «مدينة محمد بن زايد»، وكذلك في الشوامخ، وأقل صعوبة في مدينة الفلاح. وحتى الطرق الداخلية في تلك المناطق تفتقر للوحات الإرشادية، بطريقة تجعل المرء يتوغل فيها من دون أن يدرك الاتجاه المقصود، لأن تلك اللوحات، وببساطة تفتقر لنظام التتابع في الإرشاد، والمتعارف عليه عالميا. ويتساءل المرء معها أيضا عن سر عدم الاهتمام بهذا الأمر من جانب جهات منفذة لمشاريع إسكانية، وشق طرق، وبنية تحتية صرفت عليها مئات الملايين من الدراهم، وأقامتها وفق أرقى وأعلى المواصفات والمعايير الدولية، ومع هذا تجدها لا تولي مسألة العنونة واللوحات الإرشادية الاهتمام والعناية التي تستحق. وعلى الرغم من التجارب السابقة للبلديات في العنونة، والتي صرفت عليها مبالغ وميزانيات طائلة، الا أنها لم تكن موفقة. وتفوقت الوسائل التقليدية في عد الدوارات وحفظ أسماء البقالات على طرق النظريات والأساليب الحديثة للبلديات في أكثر من مناسبة ومشروع للعنونة قامت به البلدية، ولعل آخرها مشروع أرقام الشوارع التي لم يتعرف عليها سوى مستخدمي الخرائط. تزويد النظام الجديد للعنونة برموز ذكية نأمل أن يحمل نهاية المطاف لرحلة البحث عن عنوان في المشاريع المتلاحقة لبلدية ابوظبي، وبطريقة مريحة وفعالة لوصول كل منا إلى مقصده من دون«الاستعانة بصديق». ali.alamodi@admedia.ae