خميسيات.. شو يخصنا!
بصراحة «شو يخصنا» موضوع ما يخلص.. نروح ونرد عليه مجبورين، مما نرى ونشوف: يعني تكون في قاعة باردة جالس مع هالناس، ولا لكم ولا عليكم، مستمتعين، ويأتي واحد ويجلس قليلاً، ثم يقوم يتذمر من المكيف، ثم يطالعنا على أساس أننا نحن السبب، ثم يطلب من الفلبيني أن يطفئه دون أن يشاورنا، يجلس قليلاً ويشعر أنه حقق انتصاراً، ثم يتركنا في الحر ويذهب، وطوال بقائه كان يشعرنا بأنه يتقفقف من البرد، وأن النفضة ترعد صليباء ظهره، إذا هو ما يقهر البرد، وما يروم يجلس على «بيصه» ساعة كاملة، نحن شو يخصنا!
واحد ما تخليه حرمته يسافر المغرب، ودوم زعلان ومبرطم، ويشكو من ضعف في الغضاريف، وتكلس في المفاصل، ولا يأوي بعمره، ويحلف بأغلظ الأيمان في الدخلة والطلعة، ويبا يفرّج عن نفسه ولا قادر، ودوم فاتن.. نحن شو يخصنا!
إذا واحد ما فاز في مزاينة الرطب، وظهر كل رطبه خشكار، قام وفنش كل المزارعين، ولا خلى بشكار، وجلس «محتار».. نحن شو يخصنا!
إذا واحدة تجدها في كل مؤتمر صحفي بعباية غير شكل، وكشخه غير نمونه، لكن ما عندها كلام قد عبايتها، ولا فهم يبرر نظارتها، ولا عقل بثقل شنطتها، تلومنا نحن ليش.. نحن شو يخصنا!
إذا واحد الـ«كردت كارد» ما عرف يسوي له «أكتفيت» ولا يدري كيف يسوي له «آب ديت» ولا عارف كم هو الـ«ليمت» ولا دعاسج البنك بالنسبة للـ«كروت» وحاصل وناشب نشبه.. نحن شو يخصنا!
يعني إذا واحد ما يحب البروكلي، ويعتبره شيئاً زائداً في الحياة، ويلزّم يسير ويانا لبنان، وفي لبنان ما تطلب ليليان غير البروكلي، ولا تمدح إلا البروكلي واللي يأكلونه، ويازم خلفان يتزعم البروكلي لعيون ليليان، وهو أيّورط ويتحلّف ويطالعنا بنص عين وغضبان، نحن شو يخصنا!
إذا وحده راعي العبي مخرّب لها عباتها، ولا طلعت مثل ما تريد، ولا مدحتها ولا واحدة من ربيعاتها، ولا طلعت «واو» مثل ما كانت تقول: نحن شو يخصنا!
يعني إذا واحد يشبه في الشكل الشاعر عارف الخاجه، والناس يوم يشوفونه يتحسبونه عارف، ويرحبون به على أنه الشاعر، وهو لا يعرف اللام الشمسية من اللام القمرية، ولا يعرف القريض ولا أوزانه، ومتضايق في معرض الكتاب.. نحن شو يخصنا!
إذا في ناس يضرهم شوفة النظيف، وما يستطيبون السكر ولا العسل، وحلوقهم مرّة مثل الخِيلّ والحنظل.. نحن شو يخصنا!
amood8@yahoo.com