في أروقة معرض أبوظبي للكتاب، في الجهة القصوى، شمالاً من ناحية القلب، هناك يحط طائر الرحمة، يحدق في الوجوه، كأنه النجمة، المتألقة في سقف السماء، تتوقف، وتستأنف النظر في المكان المخصص لمؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وهنا تطير في فضاء الروح، المعاني الجميلة، والأماني النبيلة، تتكرس في داخلك كأنها الأعشاب الخضراء، ترفرف بصحائف الفرح الإنساني، لأنها في البدء تحمل اسم الرجل النبيل، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما أنها مؤسسة تعنون بشيم العطاء، وقيم الوفاء، ونعم السخاء، والريادة والسيادة، والإجادة، في تأثيث الوجدان البشري بالنور والسرور والحبور وعظائم المعنى والمضمون. عندما تدخل جناح مؤسسة زايد الإنسانية، فإنك تدخل رواق الحلم المعرف، تدخل محراب التعداد والتجذر في أسباب الإيمان، بأخلاق الأولين الذين أعطوا باليمين دون أن تعلم الشمال، تدخل في قراءات مقدمة فلسفة التأمل في فضاء نكران الذات والاستدلال، بحلم البشرية نحو آفاق وأشواق وأحداق وأطواق، مزينة ببخور التفاني وعطر التداني، مع آخر أحببته لذاته لا لشيء غير ذلك. في هذه المؤسسة هناك رجال تأزروا بالحب، وتقلدوا بالرحمة يعطون من جهدهم ولا يكفون، يسهرون لأجل الآخر ولا يتوانون، ينشطون في كل المناحي ولا يتهاونون، يبادرون ويثابرون ولا يكلون، يعملون بصدق وإخلاص ولا يعبسون، لا يغضون الطرف عن شاردة ولا واردة، بل أسئلتهم دوماً عن مناطق الحاجة، وأينما يئن خاطر، يكونون هم البلسم والمبسم، ينعمون بنعِم من أنعم على الوطن، بأخلاق التضحية، وفضيلة الانتماء إلى الإنسان أينما كان. في هذه المؤسسة اسم على مسمى ينطلق بطاقة خلاقة متألقة متناسقة باسقة رائقة طارقة فضاءات الله، بباقة من فرح، يانعة، يافعة رافعة المعنى الجميل عند هامات السحاب. في هذه المؤسسة رجال زايد أبناء المؤسس الرائد، ينسجون العقد الفريد، قلائد، وفرائد، وقصائد وموائد خير، وفضل يفرشون النفوس الملتاعة، بسجادات الحلم البهي، يعطرون الأفئدة بعبق الحنان الأبوي، بشمائل أهل الخير، يتمددون في المدى بامتداد النسائم وأحلام الغصون الندية. مؤسسة زايد الإنسانية، الجديد المتجدد في الوجدان والأشجان، المتعدد في المزايا والسجايا، والنوايا، والعطايا، هي النهر هي البدر، هي الفجر، هي السِّحر، هي الدهر والقدر، هي الجذر والنحر، هي السفر في قلوب الناس، هي الرغبة الجامحة في كتابة الرواية من البداية حتى النهاية بحروف من عرق ونسق العاشقين للإنسانية، من دون تفريق أو تطويق، بأوصاف أو نعوت. هي مؤسسة الإنسان في كل مكان وزمان هي في كل الأحيان اليد واللسان والبيان والتبيان، هي الحنان يمشي على خطى من أسس البنيان .. هي الحلم والعَلَم، هي النجم والقلم، هي خير الفضل، وخير الكَلِم. علي أبو الريش | ae88999@gmail.com