دعك من النتيجة ومن الأداء ومن الحرارة والرطوبة التي أثرت على لاعبينا أكثر من لاعبي أستراليا.. ولا تظن أنني أهرب من الخسارة فقد فزنا وخسرنا قبلاً، ما حدث ويحدث خارج حدود الشباك والمستطيل الأخضر حتى لو لم يبرحا المعادلة. لا تبرح معي المدرجات التي رسمت حلم وطن بالوجوه والصدور قبل «التيفو» الذي زينت به المدرجات.. توقف وارفع القبعة والعقال لهذا الجمال الذي افتقدناه منذ فترات طويلة.. في الليلة الظلماء هنا لا يفتقد البدر لكنه يشرق ويؤنس أحلام عشاق الأبيض، لا ينال من ذلك أن نخسر بهدف في الدقيقة 75 أمام بطل آسيا الذي أرهقناه وأرهقنا قبل أن يخطف هدفاً لم يخطف الحلم. ليس سهلاً على نفسي أن أتقبل الخسارة، وأن تستكين لما يفسر بالألم.. ليس سهلاً أن أراقب تلك الوجوه تخرج من ملعب الجزيرة على هيئة غير التي جاءت بها.. ليس مريحاً تلك النقاط الثلاث في مجموعة تتبدل معالمها يوماً بعد يوم، فالسعودية باتت تملك ست نقاط، ومثلها أستراليا واليابان عادت وتجاوزت آثار الخسارة من الأبيض، ليس هيناً أن تفتش عن الأمل في واقع صلب بلا قلب.. لكن رغم كل ذلك ولذات الاعتبارات يبقى الأمل فلا الفوز يدوم ولا الخسارة، ولدينا في المنتخب بوادر طموح نستحقه وأبجديات ملحمة نستطيع أن نكتبها.. نعم نستطيع.. ومعاً نستطيع. قبل أن تنطلق التصفيات.. كنّا نمني النفس بنقطتين في المباراتين الأوليين.. كنّا نعلم جيداً حجم اليابان وقدرات أستراليا، واليوم لدينا ثلاث نقاط ولدينا أكثر من درس.. درس طوكيو، ودرس أبوظبي..كلاهما ينبئك بذات الرسالة: لا مستحيل إذا أردت..بإمكانك أن تفوز هناك وقد تخسر هنا..لا ثوابت..المهم أن تدافع للنهاية، وأن تتمسك بالحلم في كل حال فلا شيء يبقى كالأحلام..ما بالك لو كانت حلماً للوطن. لست بصدد التحليل للأداء وهل كان المنتخب في حالته أم لا.. وأي الفريقين كان الأعلى كعباً وأي المدربين أجاد إدارة دفة الأحداث واستثمار الأوراق المتاحة.. ما حدث قد حدث، لكن نهاية المطاف لم تأت بعد وفرص الأبيض لا زالت في بداياتها.. وبقية الآمال التي نتحدث عنها ليست ضيقة وليست شحيحة، لكنها قابلة للمد والجذب.. كل ما حدث أن هامش الخطأ قد تقلص، ورفاهية التفريط لم تعد كما كانت.. كل ما حدث أننا خسرنا جولة، والباقي 8 جولات بـ«24 »نقطة كاملة.. وحتى يبقى الحلم علينا أن نحقق خارج أرضنا ما عجزنا عنه هنا. كلمة أخيرة: تبقى الأماني ممكنة.. طالما أنك تستحقها Mohamed.Albadea@alIttihad.ae