لماذا تخلوا عن النصر؟
في العام الماضي تقدم الهلال السعودي بشكوى للاتحاد الآسيوي يطالب فيها باعتباره فائزاً على الأهلي في نصف نهائي البطولة الآسيوية بعد مشاركة المغربي أسامة السعيدي في الإياب، وقام بإرفاق الوثائق التي تؤكد عدم أهلية اللاعب، وأذكر يومها أنه بمجرد توارد الأنباء بدأت التحركات الجادة للدفاع عن حق النادي.
أذكر يومها أن الأهلي استعان بالمحامي الإيطالي كالوتشي، وكان هناك تنسيق فوري وقوي بين اتحاد الكرة والأهلي، وقام الاتحاد بتسخير كل إمكانياته، وتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الاتحاد والأهلي، وكان العمل متواصلاً فيها حتى الساعات الأولى من الصباح، ولما حاول محامو الهلال إبعاد اتحاد الكرة عن الدخول طرفاً في القضية عندما نظرتها محكمة التحكيم الرياضي «كاس»، أصر الاتحاد على الدخول طرفاً، وكانت النتيجة المنطقية لتلك الجهود المعلنة، تثبيت فوز الأهلي بعد ثلاث مراحل قضائية.
اليوم نعيش موقفاً مماثلاً، والضحية نادي النصر الذي كسب الجيش القطري ذهاباً بثلاثية نظيفة في عقر داره، ليفاجأ بعد أيام قليلة من الفوز العريض بدخان منبعث من كوالالمبور يفيد بإيقاف لاعبه فاندرلي 60 يوماً، بسبب تحقيقات تجريها لجنة الانضباط الآسيوية تتعلق بعدم أهليته للمشاركة، ولأنه لا دخان بلا نار فقد جاءت النار قبل مباراة الإياب بيومين باعتبار النصر خاسراً الذهاب 0/3.
صدر قرار إيقاف فاندرلي في الثاني من سبتمبر، وتم اعتبار النصر خاسراً يوم 12 سبتمبر، أما أول ردة فعل رسمية صادرة من اتحاد الكرة فقد كانت يوم 13 سبتمبر بتصريح من الأمين العام مؤكداً وقوف الاتحاد مع النصر، ثم كانت ردة الفعل الثانية ببيان حسن النية «اياه»، وتسجيل موقف حتى لو كان لا يتناسب مع حجم العقوبة والصدمة التي تلقتها جماهير النصر والإمارات.
وشتان بين ما حدث في الموسم الماضي وما يحدث الآن، فبالأمس كان الدعم كاملاً والموقف موحداً، وكانت هناك غرفة عمليات قائمة وطوارئ دائمة، أما اليوم فقد تحرك اتحاد الكرة بعد فوات الأوان وليته لم يتحرك، فكل ما صدر منه لم يزد على صمت طويل ثم تصريح مقتضب وبيان مشترك.. كان لابد من تكاتف شعبي، وحشد إعلامي، وتأييد رسمي، في مثل هذه القضايا لا يكفي الدعم المعنوي، بل كان لابد من موقف موحد قوي، مع ممثل الوطن، ويظهر في العلن وليس بالسر، وحتى الآن لم أجد إجابة لهذا السؤال، لماذا تخلوا عن النصر؟