يطل اليوم علينا عيد الأضحى المبارك بلا لون ولا بهجة، وكيف تعرف النفوس والقلوب فرحة الاحتفال وهي في لجج من الكدر والأحزان، نفوس تترع بالأسى، والدمع متحجر في المقل وألم فراق المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم 'طيب الله ثراه' باق يغمر الفؤاد· رحل بهدوء، وهو الذي كان متواجدا دائما بيننا بهدوئه المعهود ودماثة خلقه، والحريص على أن تكون له بصماته الخيرة اينما حل وارتحل·
قديما قالوا ليس العيد من لبس الجديد، وإنما من توقف أمام محطته يتمثل فيها ومنها العظات والعبر، وهي وقفات بقدر ما تدعونا لإعداد النفس على فراق من نحب ونلاقي من هو أحب، تحضنا ايضا على اقتفاء أثر السير الحميدة لهؤلاء الرجال الذين رحلوا عن دنيانا الفانية· ففي يوم كهذا نتلفت من حولنا فلا نجده وهو الرجل الذي كان يملأ الوجود حبا وعطاء، ونبلا وشهامة، نفتقد نظراته الحانية ووجهه الأبوي الباش·
في يوم كهذا قد نتبادل العبارات التقليدية، وتخرج الكلمات بلا معنى أو تعبير· وقد تمتد الأيادي تتصافح ولكن متجمدة بلا مشاعر، وستتجدد الأيام وتظل ذكرى ابي سعيد باقية في القلوب وفاء وحبا لرجل الوفاء·
وتتعاقب السنون، ورغم ذلك تظل ذكرى كل عزيز محفورة في قلب من يعز، نتذكر العظام الذين رحلوا عن وطننا وقد عمل كل منهم بإخلاص وتفان لأجل ان يسعدنا، ولا نملك اليوم لهم إلا الدعاء ترحما راجين من ذي الرحمة الجبار الرحيم ان يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنانه·
نسأل الله ان يجعلنا وإياكم من عواده ، ويعيده علينا مودعين الأحزان لنستقبل خير الأيام·