العابد.. وبهاء التكريم
وفي غمرة شلالات الضوء والألق والفرح الذي فاض بين جنبات تلك القاعة الجميلة التي تلألأت نوراً وضياءً بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة عشرة لجائزة الصحافة العربية، كعادة سموه في رعاية الإبداع والمبدعين، وبالأخص أهل القلم. يتوقف المتابع أمام مشهد تكريم مستحق أضفى على الحفل بهاءً وتألقاً، وسموه يكرم الأستاذ إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للإعلام بمناسبة أختياره شخصية العام الإعلامية، تقديراً لجهوده في أثراء مسيرة الإعلام العربي والمحلي.
كان تكريم لقامة إعلامية في مسيرة حافلة لإعلام الإمارات الذي أنطلق بهمم عالية علو سواعد قوية انطلقت لتحلق برؤى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نحو تعزيز هوية ومنطلقات الدولة الوليدة في داخل الوطن وخارجه، ومضت تلك السواعد بذات الحماس والقوة ُ في رحاب آفاق عهد التمكين الزاهر لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله.
وفي كل محطة من محطات تلك المسيرة الإعلامية الثرية، يطل الرجل وبصماته الوضاءة بأداء مهني راقٍ وخُلق رفيع ورحابة صدر الأخ الكبير للجميع.
عرفت العابد في تلك الفترة المبكرة عندما أُسند إليه تأسيس وإنشاء وكالة أنباء الإمارات، وكان أول القادمين وآخر المغادرين لمكاتبها المتواضعة في شقق بناية متواضعة في شارع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (المطار القديم)، وفيها أيضاً كانت مكاتب «الاتحاد»، وعلى مدار عقود تالية كان بذات الهمة والنشاط والحماس لإيصال صوت ورسالة الإمارات للداخل والخارج.
وقد كانت مرحلة التأسيس لنقل الرسالة الإعلامية للدولة الوليدة وسط ظروف بالغة الدقة والصعوبة، لترسيخ الهوية والانتماء للدولة الوليدة، والتي يتابعها أجيال اليوم كصفحات من الماضي. وعلى الصعيد الخارجي، كانت سهام التشكيك والأحقاد تتوالى من إعلام مأجور في بعض العواصم العربية والغربية، فكان «الإعلام الخارجي» الوليد أيضاً بقيادة العابد يتصدى، انطلاقاً من رؤية ومعالجة إماراتية حددتها القيادة الرشيدة، تقوم على الرد بمصداقية ومهنية وبالمنطق والحقائق، دون حجب لحقيقة أو حجر على فكرة، ونجحت الآلية في تبديد الكثير من الغيوم، وتهذيب نبرة من غابت عنهم الحقائق، وتكسير نصال العديد من المنابر الموتورة.
كانت الرسالة واضحة لصياغة محتوى إعلامي يقوم على نشر الحقائق وتعزيز وتعميق الولاء للوطن وقيادته، وللأرضية التي ينطلق منها في صياغة التلاحم الوطني ونشر قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر.
التكريم كان تكريماً لمسيرة إعلامية حافلة، إبراهيم العابد أحد فرسانها البارزين، تكريم أسعد الجميع وأثلج الصدور، ويعد وساماً على صدر كل جندي مجهول في هذه المسيرة، ويعتبر تكريماً وتقديراً كل واحد منهم، في وطن المحبة والعطاء، وحيث التقدير والتكريم لكل من عمل وأخلص وأجتهد، ديدن ودأب الإمارات وقادتها، منبع الأصالة والوفاء.
ونحن نهنئ أبا باسم بهذا التقدير والتكريم الرفيع، نتمنى له دوام الصحة والعافية والتوفيق في محراب أختاره لخدمة الإمارات وإعلام الإمارات، وطن التميز وفيه دوما نصيب لكل من عمل بجد وإخلاص وتميز.
ali.alamodi@admedia.ae