الإمارات والسعودية.. معاً دائماً
تتوالى الأصداء الطيبة المباركة للخطوة التاريخية بالإعلان عن اتفاق دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة على تشكيل لجنة مشتركة عليا، لتحقيق رؤية قيادتي البلدين الشقيقين في مواجهة التحديات الاستراتيجية التي تواجه المنطقة.
وهي الخطوة التي جاءت خلال اجتماع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والوفد الرفيع الذي رافقه في زيارته للدولة الثلاثاء الماضي.
لقد كانت العلاقات بين البلدين الشقيقين تعبر دوماً عن روح الإخوة والاحترام ومتانة الصلات والوشائج التي تجمع القيادتين والشعبين، وتعكس مستوى التنسيق والتفاهم والتشاور الدائم بينهما في مختلف الظروف والأحوال، امتداداً للتعاون والتفاهم والتنسيق القائم بين أكبر اقتصادين في منطقتنا الخليجية.
خطوة تعد نقلة نوعية وفصلاً جديداً في مسار العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين التي وضع لبناتها الأولى القائد المؤسس المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز، طيب الله ثراهما، ويمضي بها اليوم نحو آفاق رحبة وجديدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، تتسق مع مسيرتهما المشتركة في تعزيز العمل الخليجي المشترك، والحفاظ على وحدة الصوت والصف الخليجي، وثبات مسار سفينته وسط أنواء ولجج الاستقطابات والصراعات.
كما عبرت مبادرة إنشاء اللجنة العليا الإماراتية السعودية المشتركة عن إدراك رفيع وواع من قيادتي البلدين، يستشرف المستقبل انطلاقاً من رؤى مشتركة للواقع الماثل أمامنا لحجم التحديات والأخطار المحدقة بجميع من على متن السفينة، وفي هذه المنطقة التي لطالما كانت محط أطماع القوى الأجنبية ممن لا تريد الخير لخليجنا وشعوبه، وتعمل دائماً على التفريق بين أبنائه، وزرع الفتن والشقاق وإعاقة تطور بلدانه التي تعتبر اليوم البؤرة الوحيدة المستقرة في هذه المنطقة التي تعصف بها الحروب والصراعات والنزاعات.
وبلا شك، فإن إنشاء اللجنة المشتركة بين البلدين الشقيقين يمثل دعامة للمسيرة الخليجية والعمل الخليجي المشترك الذي كان مهد ولادة مجلس تعاونه عاصمتنا الحبيبة منذ 33 عاماً، لا سيما بعد أن شهد البيت الخليجي الواحد صدعاً بتغريد عضو فيه خارج السرب، معرضاً سائر البيت لمخاطر الخروج عن الصف الموحد، وتبعات ذلك على أمن واستقرار الجميع. وكذلك مع تنامي خطورة المد المتطرف الذي يتاجر بالإسلام والدين ومبادئه وجوهره، ووجد من يغذيه ويؤججه من داخل البيت الخليجي الذي يؤكد كل أبناء الخليج ضرورة رص الصفوف وتوحيد المواقف للوقوف معاً في مواجهة جملة تلك الأخطار التي تستهدف الكيان الخليجي بأسره، ورخاء وازدهار شعوبه قاطبة.
لقد عبر الترحيب الشعبي الواسع، بقرار قيادتي الإمارات والسعودية، إنشاء اللجنة العليا المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، عن استشعار الحاجة المشتركة والملحة لوجود إطار بهذا المستوى الرفيع للمزيد من التنسيق والتشاور للحفاظ على المصالح المشتركة وتعزيزها، ولتعمل الإمارات والسعودية معاً دوماً لما فيه خير الشعبين الشقيقين والمنطقة الخليجية بأسرها.
ali.alamodi@admedia.ae