مكوكات فضائية للبيع
كثيراً ما كنت لا أحتمل المصطلحات الاقتصادية، فتجدني أُعرض صفحاً عن متابعة ما يقال بشأنها، لأنه لا يعدو أن يكون الغازاً وطلاسم...! لكن اليوم بات هذا المجال يدفع بالواحد منا للولوج فيه حتى ولو من باب العلم بالشيء... لسبب بسيط انه في ظل هذه الأزمة الاقتصادية، التي باتت تطال كل شيء، وتسمع عن تداعياتها ما تشنف له الآذان، ويثير الفضول ويطرح العديد من الأسئلة... ومؤخراً طالعنا إعلان وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن إجراء تخفيضات كبيرة على أسعار مكوكاتها الفضائية، ليصل سعر المكوك الواحد إلى مبلغ قدره 28.8 مليون دولار أميركي فقط..
واعتبرت هذه التنزيلات بمثابة «الصفقة الكبيرة في زمن الركود الاقتصادي»، إذ كانت الوكالة قد أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم بيع سفن الفضاء لديها، والتي تعود إلى فترة سبعينيات القرن الماضي، بمبلغ 42 مليون دولار لكل منها.
وقال مايك كوري، المتحدث باسم ناسا «نحن واثقون من أننا سنجد من يشتريها». متوقعا أن يزداد الإقبال على شراء مكوكات الوكالة تلك، وخصوصا بعد الإعلان على إجراء مثل هذه التخفيضات الكبيرة على أسعارها.
أما بالنسبة للمحركات الرئيسية للمكوكات، فتطرحها الوكالة الآن مجانا لمن يرغب الحصول عليها، وذلك بعدما كانت قد طلبت سعرا أوليا يتراوح بين 400 و800 ألف دولار لقاء المحرك الواحد. إلا أنه لم يتقدم أحد لشراء تلك المحركات، وباتت تلك المحركات الآن متاحة أمام الجميع لاقتنائها، وذلك إلى جانب مجموعة أخرى من التحف والمقتنيات والأدوات المتعلقة بالمكوكات، وذلك لقاء تغطية كلفة نقلها ومعالجتها فقط، وفي إمكان الزبائن الراغبين في شراء المكوكات التقدم بعروضهم حتى تاريخ التاسع عشر من الشهر المقبل.
علمت أيضاً أنَّ المختصين في الاقتصاد ينصحون ضمن استراتيجيات البيع الفعالة في الزمن الصعب بتركيز العروض، موضحين انه حيثما تقابل زبوناً محتملاً أو عميلاً فعلياً، تأكد من أن عروضك موجهة مباشرة إلى مشكلاتهم، وينبغي عليك تجاوز الأحاديث الاستعراضية عنك وعن شركتك، وأن تركز على ما يجعل عملاءك المحتملين يرون كيف ستستفيد شركاتهم من استخدام منتجك أو خدمتك.. لا أدري أين هي أين الفائدة المرتجاة في المكوك المنتهي الصلاحية؟ وما الذي يدفع أصحاب هذه التقنية الغامضة، والتي ظلت طوال عقود مغلقة على العامة، ومحتكرة من قبل نخبة خاصة، لأن يقدموا على بيع أسرار تقنية بهذا الحجم... من يدري ما الذي سيعرض للبيع مستقبلاً... وإلى أين يسير هذا العالم؟ ذلك هو السؤال الأصعب!!
جميل رفيع Admedia.ae@ JameelRafee