أثبتت دولة الإمارات مجدداً أنها “وطن المبادرات” حيث شهدت العاصمة أبوظبي لقاء “المصالحة” بين محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني، بعد مقاطعة بدأت قبل انتخابات 8 مايو الماضي على مقعد تنفيذية الفيفا. وتواصلت تلك الأجواء في مرحلة ما بعد الانتخابات، إلى أن جاءت المبادرة الإماراتية التي احتوت المشكلة لتبدأ صفحة جديدة قوامها الاحترام المتبادل والود والتعاون المشترك. وما أسهم في نجاح تلك المبادرة التي تمت برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، الرغبة الصادقة لدى الطرفين في طي صفحة الماضي بكل ما فيه من توتر وتباعد في وجهات النظر. ولولا قناعة دولة الإمارات بأن المبادرة تحقق مصلحة الكرة الآسيوية وتعزز العلاقات بين الأشقاء الخليجيين لما كانت تلك الخطوة الإيجابية التي نالت إشادة الجميع. ولن تكون “مبادرة الوفاق” بين ابن همام وابن إبراهيم آخر مساعي الإمارات الحميدة للتوفيق بين الأشقاء، لاسيما أن دولة الإمارات تبقى دائماً وسيطاً مقبولاً يحظى باحترام الجميع، مما يؤمن مناخاً مناسباً لإنجاح تلك المبادرات. قبل انطلاق منافسات دور الثمانية لبطولة أفريقيا، أطلق سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري تصريحاً ساخناً قال فيه: “ننتظر الجزائر ليعرف العالم حقيقة مستواه”. ورد محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري بأنه يتمنى لقاء مصر حتى يثبت أن الجزائر وصلت إلى كأس العالم عن جدارة واستحقاق. وشخصياً أتحفظ على تلك التصريحات التي تخلق حالة من التصعيد، لا مبرر لها، لاسيما أن منتخب مصر أمامه مهمة صعبة أمام الكاميرون، كما أن منتخب الجزائر سيواجه منتخب كوت ديفوار، أحد أقوى منتخبات البطولة، أي أن لقاء نصف الهائي قد لا يشهد مواجهة جديدة بين مصر والجزائر لو خسر الفريقان أو أحدهما في دور الثمانية. ويبقى السؤال.. إلى متى يتسبب المسؤولون في إشعال نار الكراهية بين مشجعي المنتخبين؟ المستوى الذي قدمته بطولة أفريقيا حتى الآن أقل من مستوى الطموح، خاصة أن الخبراء يصنفون البطولة على أساس أنها ثاني أقوى بطولة قارية “بعد بطولة أمم أوروبا” على مستوى العالم. والأمل ضعيف في الاستمتاع بمستويات أفضل في المراحل المقبلة حيث قناعة مدربي الفرق الثمانية بأن البطولة سترفع من الآن وصاعداً شعار “اكسب واهرب” أو المبدأ الميكيافيللي “الغاية تبرر الوسيلة” فماذا يفيد الأداء الجيد الذي ينتهي بالخسارة والخروج من البطولة.