- مستحيل أحد يغلب أو يتغلب على اتصالات، فقط حاول أن تكون لك شكوى أو اعتراض على معاملة أو خلاف على مبلغ معها، ولو كان مائة درهم، ولاحظ كيف يتحرك موظفوها ويتصرفون ويبررون، وفي الآخر يحطون الحق عليك، ولو كانت اتصالات تطالبك بعشرة دراهم، لاحظ كيف تسخر كل الإمكانيات وتبذل كل الجهود لتسترجع منك ذلك المبلغ البسيط، لأنها لا تسمح في حقها، مثلما تسمح وتتسامح مع حق الآخرين!
- ملابس المدارس، وخاصة الخاصة منها، تقول إدارة هذه المدارس يطلبونها من دور الأزياء العالمية، وهي كلها شغل الصين الرخيص، وشغل خياطين في مناطق نائية، ينامون على «كيراخانات» الخياطة من شدة التعب، وأقمشة مدورة، وبعضها تدخل فيه مكونات بتروكيماوية، يعني أرخص الأشياء، ولو حاولت جهة ما أن تحلل ملابس أبنائنا الطلبة، فسيدركون معنى الكلام، وسيعرفون لماذا هي بأسعار محلات «لندن» في الصيف، لأن المدارس تريد أن تتربح ولو من خيط وأبرة!
- في منتصف العام الدراسي تسمع المدارس تقول: أصبح التعليم إليكترونياً، فلا حاجة لوزن زائد يثقل كاهل أبنائنا الطلبة وحقائبهم، ولا كتب ورقية، وقرطاسية غير مستفاد منها، لأنها أصبحت على الشاشات، ومخزنة في أجهزة حاسوبية، ومع بداية العام يدفع الطالب أكثر من ألفي درهم ثمن كتب لن يستعملها، ولن يستفيد منها، وتساهم في زيادة شكاوى البيئة الكثيرة!
- لو أراد إنسان أن يفتح محلاً لبيع القهوة، فسيحسب قيمة الماء، والحليب، وماكينة القهوة، والكأس الورقي، والسكر، وواقي الحرارة، وإيجار المحل، وأجرة العامل، ومصاريف إدارية ومحاسبية، بنسب متفاوتة وجزئية، وسيظهر معه كم يكلفه «كوب» القهوة، ولنقل خمسة دراهم، وسيضيف عليها ربحه الصافي خمسة دراهم أخرى، فيكون السعر السوقي عشرة دراهم، دون أن يشاور أحداً، ودون أن يأخذ رخصة من البلدية أو الاقتصاد أو التجارة أو الرقابة أو أي جهة مختصة بذلك، يعني هو اللاعب الوحيد، ويمكن أن يوصله تاجر آخر «15 درهماً»، وآخر «20 درهماً» حتى يصل «35 درهماً»، هكذا تمشي الأمور في أسواقنا، وهكذا يظهر الغلاء في كل شيء، وهكذا يقتنص المستثمرون أرباحهم في وقت سريع، وهكذا يربكون حركة البيع والشراء، وهكذا تقفل المحلات واحدا بعد آخر، ليأتي مستثمر جديد، ويفعل الفعل نفسه، كله افتح، وجرب، وأضرب، وأهرب، ولو وصل فنجان القهوة «50 درهماً» فلن يسأل أحد، وإن سأل، قال لك: هذا من الكماليات، وليس من الضروريات!