لايزال كثير من شباب الإمارات الباحثين عن عمل بعد تخرجهم من الجامعات والكليات يعانون ذات المعضلة ويواجهون الجواب نفسه : لا توجد وظائف ! مع ذلك فحديث التوطين على قدم وساق في مؤسساتنا ودوائرنا ووزاراتنا الاتحادية والمحلية معاً، دون أن نصل لحل نهائي في هذا الخصوص، هناك ازدواجية لم يتم تفكيك شفرتها بعد بين الأعداد المتزايدة للمواطنين العاطلين وتصريحات المسؤولين الدائمة حول الرغبة في حل مشكلة البطالة، فحتى اليوم لم يقدم لنا أحد أي حل لطريقة الخروج من هذه المعضلة ؟ كما لم نعرف على وجه الدقة سبب استمرارها رغم كل القرارات الداعمة لحلها، سوى ما يشاع عن أن تخصصات الشباب المواطنين لا تتناغم مع متطلبات سوق العمل وكأن هذا المواطن قادم من مجرة أخرى لا يعلم احتياجات سوق العمل في بلده ناهيك عن الحديث الممل فعلاً عن المواطن الكسول والسلبي والمتأفف وغير المنسجم مع أنظمة وآليات العمل و.... ؟ هناك اختلال في سوق العمل واختلال في التركيبة السكانية وغياب لتجربة جادة في مجال التوطين في الإمارات، هناك خلل حقيقي أفرزته ظروف كثيرة منذ سنوات وظل دون معالجة حقيقية فتفاقم واستفحل حتى وصل الى ما هو عليه اليوم، خلل في أنظمة التوظيف، خلل في أنظمة التعليم، خلل في طريقة النظر للعلاقة بين المواطن ووطنه، وتأثر هذه العلاقة سلباً وإيجاباً بمقدار ما يتحصل عليه من حقوق وما يساهم به من أدوار، خلل في تبني القائمين على أمور التوظيف لسياسات توظيف وتوطين جادة وناجحة، خلل في تنفيذ تعليمات وتوجيهات القيادة والسياسات العليا !! إن الذين لا زالوا يصرون على أن البطالة في الإمارات ليست سوى مبالغة أرقام وبأن هناك تهويلاً وتضخيماً لا أساس له من الصحة، نسألهم لماذا أذن لايزال هناك خريجون جامعيون من أبناء الإمارات خارج سوق العمل؟ ماذا ينقص خريجي الإعلام والتقنية والصيدلة والطب وإدارة الأعمال ليستوعبهم سوق العمل ؟ هذا اذا صدقنا مقولة إن تخصصات شبابنا لا تتناسب مع سوق العمل ؟ فماذا يحتاج سوق العمل إذا لم يكن بحاجة للصيدلي وموظف البنك وتقني الكمبيوتر ......الخ ؟ يا جماعة، يا أهل الرأي والحل والربط، أحصوا عدد الخريجين المواطنين الذين لا يعملون، احصوا تخصصاتهم ومستوياتهم ومهاراتهم، فهم بلا شك يمتلكون مستوى جيداً من المهارات، ليس شرطاً أن يعرفوا أسماء الوزراء في الدولة فهذه ليست مهارة أبداً، وليس شرطاً أن يلموا بالدستور فهم لن يتعاملوا به في الصيدلية أو الإذاعة أو المدرسة والبنك وقسم تقنية المعلومات في التلفزيون والمجلس الوطني ..الخ