استشراف المستقبل.. استقلالية المؤسسات.. تطوير المعرفة.. استغلال طاقة الشباب.. العشرية الماضية والعشرية القادمة.. بناء الأنظمة والاستراتيجيات.. الانطلاق للمستقبل.. عبور المستقبل.. بيئة متسامحة.. مجلس للشباب.. حكومة مرنة.. أجيال مثقفة.. مجتمع فاضل.. دعم العلوم.. انتهت اهم المصطلحات التي سمعناها وشاهدناها وقرأنا عنها في القمة الحكومية، وشعرنا بصدقها، ولكن دعوني بعد ذلك أن أطرح مجموعة من الأسئلة على المعنيين والمسؤولين عن الرياضة وكرة القدم عندنا. هل تعرفون معنى هذه المصطلحات؟.. هل مرت عليكم من قبل؟.. ماذا فهمتم منها، هل تستوعبون معانيها ومرادفاتها أصلاً.. هل تعتقدون أن كرتنا وصلت لهذا المستوى؟.. لا أريد تحويل «القمة» التي نفخر بها جميعاً إلى مصدر لحزن البعض، ولكن أستحلفكم بالله متى آخر مرة سمعتم عن جهة كروية أعلنت عن خطة حقيقية ونفذتها وانتهت منها لتعقد مؤتمراً صحفياً وتخبر الجميع عما قدمته وما فكرتها للمستقبل؟.. وأريد أن أعرف هل يوجد أساساً لدينا خطة عشرية، كي نعرف ونقيم ونرصد ونتتبع الخطوات لنفهم ونشعر أين نقف؟.. متى آخر مرة ظهر المسؤولون على كرتنا وحددوا كيف سيكون حالنا في المستقبل، كم عدد فرقنا مستقبلاً وكم سيصبح عدد اللاعبين الممارسين للعبة في السنوات العشر المقبلة؟ وبما أن الدولة تؤكد على بناء أجيال مثقفة، أريد أن أسأل بعض الأندية كم لاعباً أخرجته لنا وقد أنهى تجاوز المرحلة الإعدادية فقط! استوقفتني كلمة بيئة متسامحة ومجتمع فاضل، ولا أعرف أين يمكن أن أضعها رياضياً في ظل أجواء الشك الذي تعيشه كرتنا، وإذا قالوا في القمة عن العمل المؤسسي فأقول لهم بكل فخر لدينا «شخص» هو من يحدد الروزنامة وهو من يفرض البرامج ويزعل إذا قالوا رأياً مخالفاً له، وكأنه يدير «دكانه»!.. ولدينا آخر حين اختلف معه الناس قال لهم ابحثوا عن لعبة جديدة ولدينا قضية تسجيل لاعب لا نعرف حتى اليوم من المسؤول عنها، ولدينا نجوم أكثر شيء تطور فيهم بعد الاحتراف هو «ابتسامة هوليوود»! هي أمور أكبر من أن نستوعبها، فنحن لا زلنا لا نعرف متى سننهي هذا الموسم، كي نجلس ونفكر ونستشرف المستقبل، فدعونا نحن أهل الكرة «نتزامط» ونتحدى ونتفلسف ونتحجج ونتشمت، ارحلوا أنتم إلى ذلك المستقبل واتركونا في حالنا، فلا زلنا مشغولين بتحليل مباريات الجولة! كلمة أخيرة كل ما يحدث لنا يؤكد أن هذه العبارات سنراها تتحقق في كرتنا.. ولكن بالمشمش طبعاً!