أحرص بشكل مستمر على متابعة برنامج استوديو- 1 من إذاعة أبوظبي، الذي يقدمه الزميلان أحمد المجيني وسالم عبد الله، فهذا البرنامج تعبير حقيقي عن نبض الجماهير، ورأيي أن مثل هذه البرامج تحظى بنسبة استماع لا تتوافر للعديد من القنوات، باعتبارها برلمانا على الهواء يناقش بلا تحفظات العديد من القضايا التي تهم الجماهير، ويتابعها المسؤولون بشكل جيد في العديد من المواقع. وقبل أيام ناقش البرنامج الزي الوطني وما طرأ عليه من متغيرات خلال السنوات الماضية في صورة تساؤلات: ماذا يلبس شبابنا هذه الأيام، خاصة أن قيادتنا اعتبرت عام 2009 عاماً للهوية الوطنية، تم خلاله تنظيم العديد من المحاضرات والدورات التي شاركت فيها كل فئات المجتمع للتأكيد على هذا المفهوم الذي صار مرتبطاً بدولة الإمارات وشعبها. والحقيقة أننا إذا تطرقنا لهذا الموضوع سوف نجد الكثير من الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر وتدخل من الأسرة والمدرسة، وحتى من جهات الاختصاص في الدولة، بعد أن انتشرت سلوكيات غريبة لا تنتمي لهذه الأرض، فقد دأبت فئة من الشباب على انتهاك زينا الوطني بصورة لافتة حتى « الكندورة « التي ظلت على مدى مئات السنين تعبر بصدق عن شخصية وطبيعة ابن الخليج، تم انتهاكها بصورة لا فتة فأقدم بعض الشباب من صغار السن على «تطويرها» على طريقتهم، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة هذه الكندورة بألوان غريبة، في محاولة لحب الظهور أو التميز. لكن ما يدعو للتدخل السريع هو انتشار ملابس غريبة لا تعبر عن طبيعة من يرتديها. فقد انتشرت بصورة لا فتة ظاهرة «البنطال الساقط»الذي يظهر عورة الرجل ويسيء إليه، بشكل مقزز، ولو عرف هؤلاء ما يرمز إليه هذا البنطال لأحرقوه في الحال، وهناك من يرتدون «تيشرتات» تحمل كلمات قبيحة، أغلب الظن أن من يرتدونها لا يعرفون معناها، بل إن تسريحات الشعر لأصحاب هذه الصرعات باتت غريبة هي الأخرى، فوجدنا من يتشبه بـ «الإيموز» وهم فئة من الشباب غريبي الأطوار ظهرت في أوروبا خلال السنوات الماضية، وتميزت بملابس سوداء قاتمة تجمل شعارات تدميرية أو مسيئة للعادات والقيم تشبه إلى حد بعيد عبدة الشيطان التي ظهرت في مجتمعات أوروبية، كل ذلك في إطار التقليد غير المفهوم الذي يقدم عليه فئة من الشباب. ورأيي أن هذه السلوكيات الغريبة يمكن محاصرتها والقضاء عليها لو تم توعية هؤلاء الصغار بأهمية أن يبتعد الإنسان قدر الإمكان عن التقليد، وأن تكون ملابسه معبرة عن شخصيته، وما يثلج الصدر أن هؤلاء لا يشكلون ظاهرة، بل إنهم مقلدون سوف يجدون من يسدي إليهم النصيحة، وهذا هو دور الأب والأم وجمعيات النفع العام وبرامج الإذاعة والتلفزيون، فليس كل جديد يمكن أن يكون جميلاً، بل الأجمل أن يكون الإنسان مرتبطاً بالبيئة التي أنجبته. إبراهيم العسم