جدران القروض.. ترهق المتقاعدين
أن يشعر المتقاعد أنه محروم من منحة السكن في برنامج زايد للإسكان لمجرد أن راتبه يرتفع قليلاً بمئات الدراهم عن الحد المسموح به لنيل المنحة، فتلك مسألة تحتاج إلى نظر وتحتاج إلى فكر جديد يتناسب مع أجندة الدولة في الارتقاء بأحوال المواطنين ووضع مصيرهم على قائمة الأولويات. الكثير من المتقاعدين رواتبهم تصل إلى عشرة آلاف درهم وما يزيد بمئات الدراهم، والقانون الذي يقف عند سقف الصمت ولا يتحرك قيد أنملة يحتاج إلى تحريك عجلاته المدفونة في رمال السنوات الفائتة، فنحن أبناء اليوم، نحن في دولة الرفاهية والسعادة، وعندما يصرخ مواطن من قرض اضطراري فلابد أن تتداعى سائر الجهات المختصة لتحل المشكلة وتقف عند الأسباب، وأي قانون فهو من صنع بشر قابل للتعديل والتبديل والتذليل وتسييل طريقه بحيث يمر بسلاسة ويسر ولا يعسر حالة الناس ولا يقف عقبة كأداء في طريقهم. ونحن على ثقة من أن الوعود التي أطلقها رئيس مجلس إدارة برنامج زايد للإسكان الدكتور عبدالله بالحيف ستجد مكانها للتطبيق، وكما عودنا المسؤولون في بلادنا أن كلامهم «مسمار في لوح» ولاشك فيما قاله الدكتور ولكن كل ما نتمناه أن تكون الخطى سريعة بسرعة عجلة الحياة في بلادنا التي صارت تسابق الريح، والمتقاعدون مواطنون أدوا الواجب على أحسن وجه وقدموا لبلادهم جل خبراتهم وأفنوا العمر من أجل أن تبقى الإمارات الحبيبة شجرة وارفة الظلال، لذلك نريد أن يلقى هؤلاء العناية وأن يحظوا بالرعاية وأن يكبح جماح القوانين التي لا تليق بمستوى الحياة في الإمارات ولا تتلاءم مع الرفاهية التي ينعم بها كل مواطن ومقيم.
من قلوب مؤمنة نثق أن «البرنامج» لن يغمض جفناً ولن يحيد عما يفيد الإنسان وسوف يقوم رجاله وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة بعمل اللازم والتعديل الذي يزيل الكآبة عن وجوه الذين أصبحت القروض تؤرق نومهم وتتعب كواهلهم وتجعلهم يعدون الأيام والساعات للخلاص من هذا السغب. وإمارات الخير غنية بمواهب الذين يهبون لصياغة واقع يلون الحياة بالبياض ونثير عطور الود في قلوب الناس الأوفياء الذين زرعوا ولابد أن يحصدوا قمة الفرح وأن تكون الجدران التي تطوق أجسادهم خالية من أصباغ القروض المؤذية وأن تكون سقوف بيوتهم مزدهرة بنجوم السعادة والطمأنينة. وأن يكون المتقاعدون يتكئون على أرائك الاستقرار.
Uae88999@gmail.com