··إلا طلابنا
في كل أنحاء العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، للطلاب معاملة خاصة في كل شيء، في المكتبات و الفنادق والمتاحف والمواصلات العامة وغيرها من المرافق، إلا عندنا حيث يستباح جيبه وجيب أولياء أمره·
وقبل أن نسأل الآخرين أن يرفقوا بحاله، تفتك به مدرسته والجامعة التي ينتسب اليها، ومن يتابع شكاوى وملاحظات اولياء الامور يدرك حجم ما يتكبدون من نفقات ومصاريف·
بعض الجامعات الخاصة تتقاضى ثلاثين درهما عن أي ورقة يطلبها هذا الطالب، ناهيك عن المبالغ التي تتقاضاها عن كتب يتركها لهم لأنه لا يستفيد منها· والتي تصل قيمة الكتاب الواحد أحيانا لأكثر من خمسمائة درهم!·
و فريق من هذه الكليات والجامعات وباسم تقديم خدمات راقية أوكل إدارة' الكافتيريات' و' المقاصف' و 'الأكشاك' فيها لشركات عالمية يعتقد القائمون عليها ان كل طالب على هذه الارض الطيبة يملك والده بنايات ودورا وحقول بترول، فبالغوا في أسعار خدماتهم لدرجة أن أسعار فنجان شاي أو شطيرة ،لا تسمن ولا تغني من جوع، تقارب أسعارها في فنادق النجوم الخمس· بل ان التواجد في هذه الأمكنة في بعض الجامعات والكليات بات مدعاة للتباهي بين من يستطيع تحمل تكاليفها، ويصرف على الشلة ويستقطبها ·
نقول هذا والعام الدراسي والأكاديمي على وشك الرحيل حتى تعيد هذه الكليات والجامعات النظر في طريقة ترسية إدارة مقاصفها والمرافق التابعة لها، لأنها وبطريقتها الحالية تساعد - ومن دون أن تدري- على تفقيس جيل متدرب على النفاق ومسايرة عيال' الهوامير' القادرين على الصرف عليهم وعلى طلباتهم سواء في الكلية او خارجها، ولا أعتقد أننا بحاجة للمزيد في هذا المساق !·