العربة والحصان
هناك سؤال يشعرني بالملل كلما طرحته على نفسي، واعذروني سأطرحه عليكم هذه المرة، يقول السؤال: ماذا قدم احتراف كرة القدم بعد اقترابنا من السنة العاشرة له؟.. اسمحوا لي بالإجابة:
ألعاب جماعية وفردية في الطريق للانهيار، وتعيش حالياً مرحلة الموت الإكلينيكي، وأصبحت طلباتهم أشبه بـ«الشحاتة» كي تقتات من فتات ما تبقى من ميزانيات الأندية!
أندية عريقة أفنى مؤسسوها أجمل أيام شبابهم في تشييدها، وإظهارها للنور انتهت فجأة واندثرت، ولَم يعد لها وجود اسم أو حتى كيان!.. هكذا بكل بساطة.
أولياء أمور وأطفال أصبحوا يتهافتون على تغيير لعباتهم وميولهم وطموحهم إلى كرة القدم، حتى لو لم يكونوا يحبونها أو يصلحون لها.. حتى الدراسة أهملوها!
ديون وفضائح في الخفاء وشكاوى وفواتير معلقة وشيكات من دون رصيد، وعجز عن دفع هذه الالتزامات، والسبب عقود النجوم ومكافآت الفوز!
انقسمت أنديتنا إلى طبقات وفئات: أندية غنية ومتوسطة وفقيرة ومنهارة وأخرى مجرد لوحة وجدران مهجورة!
انسحابات متتالية لأندية الدرجة الأولى من دوري الهواة الذي أضحى عبئاً بعد أن كان متنفساً لأهالي بعض المناطق!
عواجيز اللاعبين أصبحوا لا يعتزلون ولا يتركون اللعبة ببساطة؛ لأنهم مطلوبون!
مراهقون يتسلمون مبالغ ضخمة مع بداية كل شهر، ولكم أن تتخيلوا ماذا فعلوا بأنفسهم حين أصبحت تلك «الأنواط» في حوزتهم!
أندية دخلت في خلافات ومشادات مع جماهيرها، فقط لأنها لم تستطع مسايرة حالة تضخم أسعار اللاعبين، فأصبح النادي المتزن مالياً بالنسبة للجماهير فاشلاً وجباناً ولا يفهم!
إلغاء المسؤوليات المجتمعية في أغلب الأندية، فهي مهمومة بالتزاماتها وعقودها، ولكم أن تتذكروا متى قدمت أنديتنا الكبيرة أو حتى الصغيرة مبادرات مجتمعية حقيقية!
موظفون وعمال مساكين «على باب الله» تتوقف رواتبهم لشهور متتالية فقط كي تتمكن الإدارات من تسليم لاعبي الفريق الأول للكرة رواتبهم ومكافآتهم!
وفي المقابل، بقي المستوى الفني لكرتنا رتيباً، وأصبحت منتخباتنا مجرد ضيف شرف في أغلب المناسبات، خسرنا كل هذا، وأصرت كرتنا أن تستمر مثلما هي فلم نجنِ من احترافها سوى المزيد من الأسى!
كلمة أخيرة
اسجنوا هذا الاحتراف وأعيدوا لرياضتنا العدالة ولأنديتنا دورها الحقيقي، فالخيول باتت تركض خلف العربة..!