لا تحتاج أبوظبي لأنوار كشوارع باريس كي يُطلق عليها مدينة النور، ولا تحتاج عاصمة هذه الدولة الرائدة لأن نقول عنها ونبالغ في وصفها، فهي لا تحب أن يراها الناس بغير حقيقتها، ولا تحتاج هذه البقعة المنيرة لأن تثبت أنها حقاً «غير» من خلال عناوين الصحف، وحروف الكُتّاب وأبيات الشعراء، فالأفعال تكفي! لماذا نستضيف ونصرف ونؤسس ونعمل من أجل بطولة وحدث رياضي المشاركون فيه يعانون إعاقة ذهنية لن يعرفوا بعدها أن يقولوا لنا شكراً أو يصرحوا في أوطانهم عن حفاوتنا بهم، ولن يكتبوا في مذكراتهم عنا وذكرياتهم بيننا، ولماذا كل هذا الاهتمام الكبير من القيادات في الدولة بحدث مثل وبمناسبة كهذه! بالتأكيد ليس من باب الترويج والدعاية، فدولتنا تجاوزت هذه المرحلة، وبالتأكيد ليس من أجل أن تصفق لنا المؤسسات الإنسانية والمنظمات الحقوقية فهي آخر همنا، ولكنها رسالتنا.. رسالة آبائنا وجزء لا ينفصل من خصالنا.. هي شيء من طباع قيادتنا وإحدى همومهم اليومية التي تشغل بالهم كل حين. هي ليست ورقة نلعب بها كي يثني علينا الآخرون، وهي ليست مادة إعلانية من أجل الترويج والدعاية، بل هي إحدى رسائل الدين الحنيف الذي تريد القيادة أن توصلها للعالم، فالدين رحمة ومودة، والدين مساواة وعدل، والإسلام نزل من السماء لينشر الحب بين الشعوب، وليس كما تفعل بعض الجماعات والميليشيات والمنظمات المحظورة تحت راية الدين. الأولمبياد الخاص.. طيف من تربية الإسلام وجزء من وصايا «زايد»، وهي ما تريده الإمارات أن يصل إلى الجميع، فالدين ليس سيفاً وسلاح غدر والإسلام ليس راية سوداء ولثاما وعنفا، الدين الحقيقي هو أن تعطي هذه الفئة حقها، والرحمة الإسلامية حين أبصر نورها من الجزيرة العربية كان من أجل أن يشع السلام إلى العالم أجمع، واليوم نحن في الإمارات نعيد هذا الدور ونكرّس هذه العادات، ونرسخ تلك القيم والوصايا الربانية المقدسة. فحين ينشغل البعض بنشر الفتنة باسم الدين وبيع السلاح تحت راية الدين، والتغرير بالشباب بمنطق الدين، تأتي دولتنا بشيء مختلف وتنشر الحب باسم هذا الدين وترسي الرحمة من خلال قيم الإسلام الحقيقية، لتعيد النور للمنطقة من خلال هذه الرسالة السامية التي تنقلها للعالم باسم الأولمبياد الخاص. كلمة أخيرة تُضاء المدن بأنوار شوارعها، وهناك مدينة يشع نورها من سماحتها وعدالتها ورسالتها السامية.. إنها أبوظبي وكفى باسمها سلاماً!