حديث الديربي
عندما يكون الحدث هو ديربي العاصمة فلاشك أن كل الأصوات ستتوقف عن الحديث فيما سواه والجميع منذ الأيام القليلة الماضية وبالتحديد منذ نهاية الجولة الثانية لا يفكر سوى في هذه المباراة التي تعيد شحن المعنويات وتحيي فينا الأمل من جديد، وتمنحنا شعوراً بأن بطولة الدوري قادرة على تقديم مباريات من العيار الثقيل ومواجهات حافلة بالإثارة وليست هذه فقط ولكن أيضاً بالمستويات الراقية وصراع لمدة 90 دقيقة خال من المنغصات ومليء بكرة القدم ولا شيء سواها.
هي رد الدين بالنسبة للجزيرة وهي جسر العودة بالنسبة للوحدة، ومن ينسى ذلك المساء الذي انطفأت فيه صدارة الجزيرة بفعل فاعل وهو الوحدة الذي اعتلى القمة ومضى منها نحو اللقب الرابع، ومن يستطيع أن ينسى أن الفريقين أنهيا الموسم الماضي في المركزين الأول والثاني ولذا فكل الدلائل تشير إلى أننا موعودون بقمة جماهيرية وحدث سيظل عالقاً بالذاكرة، خصوصاً في ظل وجود مجموعة من أبرز اللاعبين المواطنين والأجانب، كما أنها مواجهة فنية بين مدربين برازيليين فبراجا هو عميد المدربين وتيتي هو أحدث الوجوه التدريبية، كما أننا ننتظر الظهور الرسمي الأول للأرجنتيني دلجادو والذي ظهر لفترة قصيرة مع الجزيرة في الجولة الماضية وكان مع كل لمسة يشوق الجماهير وكأنه يقول بلسان حال الكرة انتظروني، أما البرازيلي هوجو فقد يكون مفاجأة الوحدة هذا المساء.
إذن كل الأمور تؤدي إلى قمة كبيرة ومتعة هائلة نحن بانتظارها وهذه لن تكتمل إلا عندما يمتليء الملعب بالجماهير وهذه قبل أن تكون مهمة للفريقين فهي تعتبر أشبه بالمهمة الوطنية على اعتبار أن لجنة المحترفين الآسيوية ستكون حاضرة اللقاء ولا شك أنها ستقوم بتدوين ملاحظاتها ولذا فالدعوة عامة وتلبيتها ضرورة لكل الجماهير بمختلف أطيافها وانتماءاتها أن تتواجد في هذه المباراة.
وسيكون توقيت المباراة مثالياً للجميع خصوصاً أنها تقام في نهاية الأسبوع وفي الساعة الثامنة، وعلى العكس منها لا نعلم كيف تقام المباريات في الساعة الخامسة والنصف وفي أجواء حارة ورطبة وشمس مسلطة على الرؤوس تقترب درجة حرارتها من 40 درجة مئوية، فكيف يكون حال اللاعبين في الملعب والجمهور في المدرجات ولماذا لا تقام كل المباريات بعد غروب الشمس، ولذا نتمنى من رابطة المحترفين أن تعيد النظر في جدولة تواقيت المباريات منذ الجولة القادمة ومراعاة ظروف الجو الحار والشمس الحارقة وإلا فلابد أن نعذر الجماهير لو تخلفت لأننا في هذه الحالة نحملها فوق طاقتها.
ralzaabi@hotmail.com