صديق الإدارة
صديق الإدارة هو عدو نفسه وعدو أكبر للجماهير، فهو يكذب عليها ويتفنن في استغفالها وخداعها ويمعن في تضليلها، ولا يدرك أن الجمهور ذكي ولماح وقادر على التفريق بين الغث والسمين، وهو غالباً ما يكون سميناً تتدلى كرشه ويضيق به قميصه وتكاد تتقطع أزراره وتختنق أنفاسه من رائحة أنفاسه.
وصديق الإدارة كائن طفيلي يعيش على ما يفيض من بقايا موائد تلك الإدارة ويلتقط الفتات من مكبات النفاية، فهو قنوع يرضى بالقليل وأسعاره رخيصة ويبيع أي شيء مقابل أقل شيء، ولعل سر وجوده يرجع إلى تكلفته المحدودة.
صديق الإدارة حالة يرثى لها، فبدلاً أن يكون ناقلاً للحقيقة يتحول إلى شيخ طريقة، فيغني على هوى الإدارة وعندما ترحل يتنكر لها ولا يتذكر كم تغنى بها وتتحول أهواؤه ويقوده هيامه نحو الإدارة الجديدة، وصديق الإدارة في حقيقة الأمر هو عدوها الأول في وجودها أو بعد أن ترحل.
أصدقاء الإدارة يوجدون في كل مكان، في معظم مؤسساتنا الرياضية وغيرها، يعيشون على ما تسوله لهم ضمائرهم التي ماتت، وابتليت بهم مجتمعاتنا يبثون سمومهم ويتاجرون ببضائعهم الرخيصة التي أضرت بنا والمؤسف أنهم وجدوا من يشتري منهم ومن يشتريهم لكي يجندهم من أجل خدمة أهدافه الخاصة كتستر على فشل أو تطبيل وتلميع وتمييع قضية ما.
هذه النوعية من الناس لعبت دوراً كبيراً في تخلف وتأخر رياضتنا ولا يهمهم الأمر في شيء طالما هناك من يدفع ولسان حالهم يقول فلتذهب رياضة الإمارات إلى الجحيم، فقد جاءوا وفي أذهانهم فكرة واحدة وهي الاستفادة القصوى حتى لو كانت على حساب دمار هذا الوطن نفسه.
ولعلي اختلف مع أستاذي قبل أن يكون صديقي عارف العواني الذي استخدم مصطلح “صديق الإدارة”، وسبب الاختلاف هو أن الصداقة هي أسمى المشاعر الإنسانية ولكن ما يفعله هؤلاء أمر آخر يندرج تحت إطار الشحاذة أو التسول، فمن باع مبادئه وتخلى عن كل ذرة في وقاره لا يمكن أن يكون سوى “عبداً للإدارة”.
والشاعر قال: “من الذكا انك تسوي نفسك أحياناً غبي بس الغباء أنك تذيكالك على ناس أذكيا”.
| ralzaabi@hotmail.com