«ثورة الشتاء»!
لم تحمل الجولة الأولى للدور الثاني أي جديد على صعيد فرق الصدارة، حيث يهيمن رباعي الجزيرة والوحدة والعين وبني ياس على مقدرات الأمور دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لتغيير تلك الوضعية، على الأقل فيما يتعلق بالثلاثة الأوائل.
أما الجديد فتمثل في “ثورة الشتاء” التي ارتبطت بالتعاقدات الجديدة والتي كانت وراء “انتفاضة المؤخرة” حيث تذوق فريق عجمان طعم الفوز لأول مرة هذا الموسم، بينما كسب فريق الإمارات “قبل الأخير” نقطة من الملك الشرقاوي استثماراً لنجاحه في التأهل - لأول مرة - لنهائي الكأس.
وقيمة الفوز البرتقالي تكمن في توقيته، فبرغم أن رصيده في الدور الأول كان صفراً، إلا أن فوزه في الجولة الأولى بالدور الثاني يعني إمكانية تصحيح الأوضاع لأن أمامه 30 نقطة كاملة يمكن أن تقلب الموازين، لو تعامل الفريق مع كل مبارياته المقبلة على أنها “نهائي كأس”.
ولا شك أن “تحركات القاع” من شأنها أن تبعث القلق في نفوس الذين اعتقدوا أنهم في مأمن من شبح الهبوط.
وقد أعذر من أنذر!
يطوي العرس الأفريقي “أنجولا 2010” آخر صفحاته الليلة بلقاء منتخب مصر مع نظيره الغاني في مباراة يمكن أن يدخل بها منتخب مصر التاريخ من أوسع أبوابه في حال الفوز بنتيجتها، حيث يصبح في تلك الحالة أول منتخب في العالم يفوز بلقب بطولة قارية ثلاث مرات متتالية، ناهيك عن الألقاب الشخصية التي سيحصدها “المعلم” حسن شحاتة أفضل مدرب على مستوى القارة وأحمد حسن كابتن الفريق “172 مباراة دولية” والمرشح للقب أحسن لاعب في البطولة وعصام الحضري المرشح للقب أفضل حارس في أفريقيا لثالث مرة على التوالي ومحمد ناجي “جدو” المرشح للقب هدّاف البطولة.
وبرغم أن منتخب غانا يضم في تشكيلته عدداً كبيراً من نجوم المنتخب الفائز بلقب بطولة كأس العالم للشباب، إلا أن وصوله لنهائي أفريقيا يشكل دافعاً كبيراً أمام الفريق لتحقيق إنجاز جديد لكرة بلاده التي سبق لها الفوز باللقب 4 مرات.
لو فازت مصر باللقب الليلة فإن ذلك سيكون عبر “بوابة غانا”، علماً بأن غانا شهدت تتويج مصر بالنسخة السادسة قبل عامين.
وإذا فازت غانا باللقب فإن ذلك سيكون عبر “بوابة مصر” التي سبق أن شهدت تتويج نجوم غانا بلقب كأس العالم للشباب.
المباراة النهائية منافسة ساخنة بين خبرة المصريين وحماس الغانيين، ومخطئ من يعتقد أن فوز مصر على الجزائر برباعية نظيفة يعني سهولة المهمة أمام النجوم السوداء، فالمباراة النهائية دائماً ما تكون لها حسابات أخرى والفوز فيها للأهدأ أعصاباً والأكثر احتراماً لمنافسه، والأقدر على التجاوب مع تقلبات المباراة.
مع كل الأمنيات بفوز منتخب مصر سفير كل العرب في النهائي الأفريقي.