يؤكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة رئيس مجلس إدارة نادي العين، أنه الداعم الأول للعبة في الإمارات، ويقدم الدرس تلو الآخر للساحة الرياضية بأسرها من خلال تصريحاته التي لا يمكن أن نحصرها على الإطلاق في نادٍ بعينه أو شق بعينه، حتى وإن كان يتحدث عن نادي العين فهو صاحب نظرية أشمل ورؤية تحيط بكامل كيان اللعبة في دولتنا، وتتجاوزها إلى الساحة الرياضية الرحبة، وفي تصريحاته بعد مباراة العين والشارقة والتي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، قدم سموه العديد من الدروس التي يمكن إيجاز بعضها فيما يلي: أولاً: قدم سموه درساً عميقاً وغالياً في الشفافية الكاملة، حين أشار سموه إلى وجود أخطاء في العمل بنادي العين خلال الفترة الماضية، إيماناً بأنه من لا يعمل لا يخطئ وأن من يعمل لا بد وأن يواجه الأمرين، والمهم هو أن تكون الأخطاء منطلقاً إلى تصحيح المسيرة، وبذلك قدم سموه أعظم الدروس في الساحة الرياضية بأسرها .. تلك الساحة التي تجمل الدبلوماسية الكثير من تصريحات ومواقف مسؤوليها، وما قاله سموه قد لا نسمعه من مسؤول أو حتى مدير للكرة يظل يسوق المبرر تلو الآخر، وكأنه في واد والجماهير في واد آخر، ولكننا تعودنا دوماً أن الدروس الكبيرة تأتينا من الكبار، وجاءت عفوية وتواضع وشفافية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لترشد الساحة من جديد إلى كيفية التعامل مع الرأي العام مثلما هو شأن سموه دائماً في التعامل مع كل القضايا والأمور. ثانياً: أكد سموه مجدداً الثقة الكاملة في المدرب المواطن وأشاد بإمكانيات عبدالحميد المستكي مدرب الفريق، وأعرب عن تفاؤله بتحقيق أي بطولة، وهو درس آخر للساحة بأن الفيصل في اختيار المدربين يجب أن يكون العمل ولا شيء غيره، وإذا كان نادي العين وهو إحدى قلاع الكرة في آسيا، قد أتاح الفرصة لمدرب مواطن فذلك لأنه يؤمن بقدراته، ولأنه ينظر إلى الغاية قبل الوسيلة باعتبارها الأولى بالاهتمام. ثالثاً: كما جدد سموه موقفه الداعم للشباب دون أن ينال من هذا الدعم التعادل الأخير مع الشارقة، وذلك لأنه ملم بالظروف المحيطة بالفريق، ولذا كان تأكيده عن الرضا الكامل عن اللاعبين في ظل حالة عدم التوفيق، والإصابات التي تطاردهم، مؤكداً سموه أن تلك الظروف قد تكون حافزاً للاعبين آخرين ليقدموا كل ما لديهم، وتلك أيضاً مسؤولية يلقيها على عاتق الشباب، لكن سموه يغلفها بثوب الرضا لتكون وقوداً لهم في قادم المباريات .. تلك الرسائل التي قدمها سموه ليست خاصة بنادي العين، وإنما هي لكل الأندية، . أما عن العين والشارقة فلست أدري ماذا أقول للعيناوية؟ “والعين” تلاحق لاعبيهم من مباراة إلى أخرى، وبعد القائمة الطويلة من الإصابات جاء كل من رامي يسلم ومحمد فايز والإيفواري جمعة سعيد، لينضموا إليها وكأنه كلما التأم جرح شب في الأعماق جرح.. في المقابل يحسب لكاجودا مدرب الشارقة مغامرته الهجومية التي قادته إلى نقطة في وقت صعب على الرغم من ظروف فريقه ولعبه بعشرة لاعبين أكثر من شوط. كلمة أخيرة الحياة كلها دروس.. ليس المهم أن نقرأ، وإنما نعي. mohamed.albade@admedia.ae