منذ أن رحل المدرب السابق لمنتخبنا الأرجنتيني إدجاردو باوزا، الذي خلف مهدي علي، والشارع الرياضي متشائم، عما يمكن أن يحققه منتخبنا في المرحلة القادمة، خاصة في بطولة كاس أمم آسيا التي نستضيفها في 2019، وازداد تشاؤماً مع تعاقدنا مع الإيطالي ألبيرتو زاكيروني، وتفاعل مع موجة التشاؤم المحللون والإداريون والشارع الرياضي، وكأننا بصمنا بالعشرة على الإخفاق قبل أن نبدأ المشوار. فمقولة تفاءلوا بالخير تجدوه لم يعد لها وجود، والروح الإيجابية غائبة عن المعنيين، وكأن الإخفاق سمة تلازمنا مهما عملنا واجتهدنا، ومع من من الكفاءات تعاقدنا، فروح التشاؤم سيدة الموقف وبهذا نزرع التشاؤم في نفوس لاعبينا قبل أن تبدأ المهمة، متناسين أن التشاؤم قد يقودنا إلى الإخفاق مهما عملنا واجتهدنا، فما تتوقعه قد يكون واقعاً مغروساً في نفوسنا ونفوس لاعبينا وجماهيرنا. نحن في دولة تنشد السعادة وتدعو لزرع الروح الإيجابية في نفوس أبنائها والمقيمين على أرضها، ونجد هذه الانهزامية الطاغية ونؤصلها في نفوسنا رغم أن المدة الزمنية الفاصلة للاستحقاق القادم 15 شهراً، قد تكون كفيلة بإعادة الثقة وبث الروح الإيجابية في نفوسنا جميعاً، لاعبين وإداريين ومحللين ومتابعين، وبث روح التفاؤل بانتشالنا من الحزن الذي خيم على شارعنا الرياضي، منذ الخروج الحزين والمؤلم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، في الوقت الذي تأهلت منتخبات أقل منا عدة وعتاداً، ولكن ما يعيبنا هو عدم ملامسة واقعنا المرير والوقوف على أسباب إخفاقنا ومواجهتها بشجاعة دون مجاملة ومحاباة لطرف، فكل المنظومة الكروية مسؤولة عنه والاعتراف بمكامن الخطأ أفراداً ومؤسسات مسؤولية تحتمها الواقع حاضراً ومستقبلاً دون البكاء على الأطلال، وعلينا الاستفادة من كبوتنا لننطلق إلى مبتغانا وتحقيق آمالنا وتطلعاتنا بروح إيجابية، بعيداً عن التشاؤم السائد والمتأصل دون العمل على تجاوزه. فالإيجابية تعتبر ضابط الإيقاع ومحور الارتكاز وأكسير الحياة، والاستسلام لليأس والإحباط طريق معبد وسهل لتغلغل روح الانهزامية، لذلك لا بد من تعزيز الإيجابية وغرسها في نفوس لاعبينا، استعداداً للاستحقاقات القادمة، وألا يطغى التشاؤم مسيرتنا إذا أردنا تجاوز محنتنا، فهي التي تقودنا إلى الإنجازات وعلى اتحاد الكرة تحديداً أن يرسم خريطة الطريق لزرع الروح الإيجابية في منظومتنا الكروية، بعيداً عن تشكيك الشارع الرياضي وتشاؤمه.. فدعونا نتفاءل لنتجاوز أزمتنا وسنجدها في القادم من الأيام بإذن الله.