لم يعد طارئاً!
لم يعد المدرب المواطن - ولا أي مدرب آخر - اختياراً طارئاً، ولا بديلاً.. المدرب يعني مدرب، فالمباراة الواحدة بات لها وزنها، وترف المغامرة ليس في مقدور الأندية، في ظل منافسة لا ترحم من البداية وحتى النهاية، دفعت نادي الشارقة للاستغناء عن خدمات مدربه البرتغالي بيسيرو بعد الجولة الرابعة، والتعاقد مع عبدالعزيز العنبري لقيادة الفريق حتى نهاية الموسم.
مؤكد أن الشارقة لديه الحق في قراره الذي لا يمكن وصفه بالمتعجل على الإطلاق، فبيسيرو لم يأتِ للشارقة هذا الموسم، لكنه يقوده منذ فترة، والمفترض أنه عرف الفريق جيداً وعرف البقية، وبالتالي كان عليه أن يصنع تطوراً في أداء الشارقة، أو على الأقل، يبقي على شخصيته القديمة، لكن ما حدث بخلاف النقطة الوحيدة التي يمتلكها الشارقة من تعادل وثلاث هزائم، أن «الملك» لم تعد له ملامح، ولم يعد بمقدور محبيه، وهم يرونه على تلك الحال أن ينتظروا شيئاً في الأفق.
العنبري، سبق له أن تولى المهمة ذاتها لإنقاذ الشارقة في موسم 2015 / 2016 خلفاً للبرازيلي بوناميجو، وكان وقتها موسماً شاقاً على الملك الشرقاوي، الذي أفلت من الهبوط في اللحظات الأخيرة، وحل في المركز الحادي عشر وقتها، بفارق نقطتين عن آخر الهابطين، وكان فريق الفجيرة.
الأمر مختلف نسبياً هذه المرة، فالعنبري يتولى زمام الأمور من الجولة الخامسة، أي أن لديه متسعاً من الوقت، كما أن الفريق عملياً يمتلك خامات جيدة للغاية، بالإمكان البناء عليها، وبتحقيق الانسجام بينها واستعادة شكل ونسق الفريق، سيعود الشارقة قطعاً إلى مكانه الذي يستحقه.
هناك أندية في الدوري، لا يمكن تصور أن يتجاوزها الزمن، أو تطوي صفحتها الأيام، وفي مقدمتها نادي الشارقة، صاحب التاريخ الكبير والعريض سواء في الدوري أو الكأس أو بقية المسابقات، وما يعانيه ويكابده هذه الأيام، قدر كل الكبار، الذين يعانون من فترة عدم الاتزان تلك، والبحث عن الهوية، واستعادة الزمام، حتى إذا ما استعادوه، مضوا في طريق الأقدار الذي لن يبرحوه.
يستطيع عبدالعزيز العنبري أن يعيد الشارقة إلى طريقه الطبيعي، وهو أولى الناس بذلك، فهو ابنه وأحد صناع مجده، وهو أحد المدربين الإماراتيين الذين نراهن عليهم، ويكفي أنه الوحيد الذي يرفع لواء المدربين المواطنين في دورينا، وثالث المدربين العرب بعد محمد قويض مدرب الظفرة ونزار محروس في حتا، ورغم أنه سيبدأ المهمة بمواجهة من العيار الثقيل تتمسك في صدام شباب أهلي دبي، إلا أن التغيير في حد ذاته، ستكون له انعكاساته على اللاعبين، والمهم أن يصبر عليه أهل الشارقة كما صبروا على بيسيرو.
كلمة أخيرة:
أحياناً.. قد تهديك أيامك الصعبة أجمل أقدارك.