أتمنى أن تستطيع مصر التخلص من نظرية “المؤامرة” بشكل نهائي الآن، وتجعلها منحصرة في الدول ذات النظم الشمولية، وتعود لترتيب أوضاعها الاقتصادية والإدارية، وتحرص على نهجها الديمقراطي الوليد، والذي حصلت عليه بالقوة، وجريان الدم من الجميع ومن كل الأطراف، فالصناديق أخرجت بما فيها، والتنظيم غلب النظام، وفوز مرسي على شفيق بـ”واحد وثلاثة أرباع الصوت”، المهم أن تبقى مصر نبراساً للبناء الديمقراطي العربي الجديد، وهي تجربة أولى في سنة أولى لحزب الإخوان المسلمين والجماعات الدينية المتحالفة معه بعد أكثر من ثمانين عاماً من التشكل والكر والفر السياسي في تمني قيادة مصر، ما نتمناه اليوم السير بمصر نحو الاستقرار الأمني، والتنظيم الإداري العصري، والاستفادة من الكتلة الديموغرافية للنهضة المصرية الحديثة، كما أتمنى على الدول العربية أن لا تحجم عن التعامل مع الرئيس “الديمقراطي” الجديد، وتقدم لمصر قبل أن تقدم له شخصياً أو حزبياً من أجل إنهاء مهمته خلال السنوات الأربع بالخير والعطاء لشعب يستحق الكثير! زيمبابوي لم تجد وسيلة أحسن لتشجيع أفرادها على محاربة “الإيدز” إلا بأن تأمر “44 نائباً” في برلمانها الوطني بالختان، وهم في هذا العمر، اقتداء بدراسة تفيد بأن الرجال المختونين هم أقل عرضة للإصابة بداء “السيدا”، يعني أفريقيا بصراحة “حركات” وحركات دامية ومؤلمة، هذا لو كان العقيد القذافي حياً يرزق، ويتمتع بسلطته المطلقة في ليبيا بالقوة، وفي أمم أفريقيا بالمال، لكان عمل أسبوعاً للمطهرين الأفارقة، احتفاء بالرجولة المتأخرة، وربما دفعهم للدخول إلى الإسلام كما فعل مع عيدي أمين، وبوكاسا الذي أطلق عليه اسم صلاح الدين، وكما أمّهم جماعة، وإماماً خطيباً لهم في صلاة الجمعة في العراء، والتي كانت تضم أطيافاً من الاثنيات الدينية الأفريقية! ظاهرة الهوس عند الفنانين المشهورين، والرهاب الصحي، والخوف من الأمراض، هل مردها الشهرة المفاجئة بعد الجوع والفقر والعراء؟ أم مرجعها وفرة المال والتشبث بأهداب الحياة، فما حصل مع مايكل جاكسون الحريص حتى على الأوكسجين الذي يتنفسه في منامه، ولبس القفازات، والأكمام على الوجه، والعمليات الجراحية، والفيتامينات المتعددة التي يتناولها، هي من عجلت بوفاته سريرياً، يتقدمها الخوف والهوس والرهاب من المرض، وهو الأمر عينه الذي تفعله المغنية مادونا الذي يتبعها فريق كيماوي ينظف ويطهر قبلها، ويعقّم بعدها، خوفاً على حمضها النووي، وخوفاً على سلامة أعضائها التي دبّت بها الشيخوخة المبكرة، ولا تكتفي مادونا بفريق التنظيف الكيماوي الذي يتبعها، بل تشترط على منظمي حفلاتها، وإدارات البلدان التي تقيم فيها عروضها، أن ترافقها ماكينة “دراي كلين” لغسيل وكي ملابسها لحظة بلحظة، وعشرون هاتفاً نقالاً، وأن لا يدخل أحد مكانها أو يصافحها وتشترط أثاثاً جديداً أينما حلّت! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com