حديث النشر والطباعة (1-3)
بعد تجربة لا بأس بها في الإمارات يستحق الأمر التوقف أمام فكرة النشر والطباعة، ويمكن أن نتخذ عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نموذجاً لهذا الحديث، الذي لابد من الاشارة إليه والعودة إلى الحديث حوله بين فترة وأخرى.
اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كان حلما للشباب المؤسس لهذه الفكرة الرائعة والهامة، بأن يكون في الإمارات اتحاد للكتاب والأدباء، في وقت كانت فكرة غير مسموح بها في منطقة الخليج العربي الذي لم تعنيه فكرة الاتحادات وقتها والمنبثقة عند البعض من الخوف من الاتحادات أو الروابط التي تجمع فئات من الناس أو ذوي المهنة الواحدة أو الفكرة الواحدة، ووقتها كانت فكرة الاتحادات العمالية القديمة ذات صدى وصوت يترك للتوجس خيفة عند البعض، وحتى عندما صدر إشهار هذا الاتحاد أشير إليه بأنه إحدى جمعيات النفع العام تماماً مثل الجمعية النسائية أو جمعية حماية المستهلك أو جمعية الفنون أو التراث.
كان قيام الاتحاد هو بشارة جميلة وسابقة مهمة في محيطها، أي لم يكن وقتها في اتحاد الكتاب العرب في منطقة الخليج العربي غير اتحاد كتاب أدباء الإمارات واتحاد كتاب الكويتي، وماعداها فهي روابط أو جمعيات، ظل هذا الاتحاد اسماً عند المنتمين إليه وفي التعريفات الخاصة في أروقة هذه المؤسسة أو عند بعض المثقفين والكتاب في خارج الإمارات وداخلها بينما الإشهار الرسمي هو جمعية من جمعيات النفع العام.
ومنذ إنطلاق هذا الاتحاد وهو يحاول بكل جهد أن يفيد المنتمين إليه سواء بالحضور الثقافي أو التعريف الدائم بالأعضاء أو العمل على خلق نشاط داخلي مؤثر ثقافياً واجتماعياً، وبما أن أحد أهم الأسباب التي تدعو الأعضاء إلى الالتحاق بهذا الاتحاد هو معاونتهم على نشر انتاجهم الأدبي، حيث نعلم أن معظم الكتاب والأدباء لا يملكون المادة ولا القدرة على إصدار انتاجهم الأدبي، حيث لا يوجد وقتها في الساحة من يهتم بالثقافة أو الطباعة أو حتى نشر الكتاب ذاته، حيث يعتبر وقتها الكتاب والمثقف هو عين كاشفة وناقدة للواقع والسلبيات فيه، بل إن الكاتب والمثقف والكتاب في أزمنة ماضية يعتبر تهديدا للسائد وخاض للماء الراكد، والكاتب والمثقف صاحب “لسان طويل” يحب تعرية الأمور التي يتمنى البعض أن لا يطلع عليها غير فئة صغيرة خاصة تملك وحدها الأمر والنهي، والمنع والنشر.
في ظل واقع كهذا في منطقة الخليج العربي ظهرت مثل هذه الاتحادات والجمعيات والروابط.
المهم أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عند أول نشاط له كان يسعى إلى تبني وإصدار ما ينتجه الأعضاء من مختلف الإبداعات، سواء كن ذلك شعر أو قصة أو رواية أو فنون أخرى، وبما أن العين بصيرة واليد قصيرة من جهة المقدرة المالية، فإنه أخذت فكرة الإصدار المجمع أي الكتاب الواحد يشتمل على عدة قصائد أو قصص لمجموعة من الكتاب وهذا ما عرفناه من خلال أول اصداراته، “كلنا كلنا نحب البحر” و”قصائد من الإمارات”.
إبراهيم مبارك Ibrahim_M barak@hotmail.com