عام ياس
أن تعمل في الماضي وفي التراث.. هذا أمر صعب.. أن تنجح، فأنت مبدع تعرف ما تعمل، وتمتلك أدوات النجاح، في عالم سريع الإيقاع، قد لا يكترث بالتوقف عند لحظة حالية آنية.
تلك المعادلة، أنجزتها قناة ياس التليفزيونية في عام مضى، استطاعت خلاله أن تحصد لنفسها مساحة مهمة على خريطة الإعلام الرياضي، وهي مساحة أجزم أن أكثر المتفائلين لم يتوقعوها بهذا القدر، وهذا الحضور الطاغي والآسر، والذي لم يجعلها وجهة أثيرة للمصدر فقط، وإنما الأهم، كان المتلقي، الذي أقبل على «ياس»، واحتفى بها، وبكل ما تقدمه من ألوان رياضية تراثية بلغت في عامها الأول 2154 ساعة من البث التلفزيوني.
أمس، احتفلت «ياس» بمرور عام على إطلاقها في الرابع عشر من فبراير.. عام مضى ولكن الحكاية في مبتداها وشبابها وذروة تألقها.. هو عام لكنه والحق يقال بمقاييس الإعلام والنجاح والانتشار، يعدل عشرة أعوام على أقل تقدير، وما حققته «ياس» في اثني عشر شهراً هو إنجاز يلامس حد الإعجاز، ويحسب للقائمين عليها، ومن آمنوا بفكرتها أولاً، وأطلقوها حلماً في فضاءات الإبداع والتميز.
ولا شك أن اتخاذ قرار إنشاء قناة تلفزيونية جديدة، وسط هذه الآلاف من القنوات التي تمر عليها دون اكتراث حتى تستقر على قنواتك المفضلة، يمثل مغامرة كبرى، وأن تكون تلك القناة خاصة بالتراث ورياضاته وتقاليده، فإن نسبة المخاطر تزداد، ولكن لأن محمد إبراهيم المحمود، رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، من هذا النوع الذي يتجه للمناطق الشائكة أكثر من المناطق التي نعتادها، ولأنه منحاز لا إرادياً لكل ما هو وطني وتراثي، والأهم لأنه يجيد كتابة معادلة النجاح، ساند «ياس» بكل ما أوتي من قوة، ووفر لها أدوات التميز وكل أشكال الدعم، حتى حققت في عام مضى، نجاحاً لم تحققه أية قناة تليفزيونية أخرى في هذا التوقيت.. والمؤكد أن هناك كثيرين ساهموا في ترجمة الأفكار والرؤى التي أدت لاكتمال منظومة النجاح، في مقدمتهم الأخ والزميل يعقوب السعدي رئيس قنوات أبوظبي الرياضية، والذي تعامل مع «ياس» بمنطق الآباء، فقد كانت «الصغير» الذي أولاه المزيد من الحب حتى اشتد عوده، دون أن ينسى بقية الأبناء، وهو ما احتاج من السعدي أن يضاعف جهده، يسانده نخبة من الكوادر، سواء المعدين أو المذيعين، جميعهم أبلوا البلاء الحسن، وحلقوا بـ «ياس» في فضاء الإبداع.
كل عام و«ياس» تتألق.. كل عام وإعلامنا يتفوق.. كل عام و«أبوظبي للإعلام» في الريادة، تخطو من نجاح إلى نجاح.. كل يوم وكوادرنا، سواء الوطنية أو من أصدقائنا شركاء الدرب، يجمعهم هدف واحد.. هو الإبداع.. كل عام و«ياس» حلم الناس.
كلمة أخيرة:
النجاح وحده.. هو الدليل العملي على صحة «الرهان»