80 دقيقة!
في الوقت الذي تكافح دوريات العالم حولنا، في أوروبا والدول المتقدمة وفي غيرها، للوصول بزمن اللعب الفعلي للمباريات إلى 60 دقيقة، أو تثبيته عند هذا المعدل، فاجأنا محمد اليماحي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، بالتأكيد على أنهم طلبوا من قضاة الملاعب تسريع وتيرة اللعب، ورفع زمن الأداء الفعلي في الملعب إلى 60 أو 80 دقيقة، وبالطبع طالما طلبوا من الحكام، فلا شك أنهم الآن يعدون العدة لذلك، لكني لا أدري كيف، ولا أرى سبيلاً أمامهم سوى الدعاء.
مطلوب منا أن نتجاوز زمن اللعب الفعلي الذي يكبل دورينا، والذي يدور حول حاجز الخمسة وأربعين دقيقة صعوداً أو هبوطاً، لكن علينا أن نكون منطقيين، وأن ندرك أن الأمر ليس خاصاً بنا وحدنا، وأنه أيضاً ليس خاضعاً للتمني فقط، لكنه مرهون بدراسات وقياسات وربما نظريات، ولذا حين نعد بشيء أو نطمح لشيء، لا بد أن نبدو وكأننا نعرف.
زمن اللعب الفعلي في الدوري الألماني، حيث الماكينات التي لا تهدأ، وصل إلى 56 دقيقة فقط، وفي الدوري الإسباني كسروا حاجز الستين دقيقة، ويتطلعون إلى السبعين، وفي الدوري الإنجليزي نفس الحال تقريباً بمتوسط 61 دقيقة، وفي الدوري المصري قريباً منا، ويبدو الأمر شبيهاً بالحال عندنا.
أعتقد أن الأولى باهتمام الحكام، هي أخطاء الحكام، التي عليهم التقليل منها، وتطبيق ما وعدونا به من تطبيق تقنية الفيديو، وعلى الرغم مما قاله اليماحي عن تراجع نسبة الأخطاء، فإن الواقع لا يؤكد ذلك، والكل يشكو، والمتابع بإنصاف سيرى أن أخطاء الحكام، تكبل اللعب أكثر من وقت اللعب الفعلي.
الحكام ركن أصيل من أركان اللعبة، وأحياناً تكون أخطاؤهم مسؤولة عن تراجع زمن اللعب، لأنهم شركاء وليسوا مجرد مشاهدين في الملعب، وأول الطريق للارتقاء بوقت اللعب الأصلي أن نقلل من أخطائهم، ساعتها ستتغير أشياء كثيرة.. أما الحديث عن اللاعبين وحدهم، باعتبارهم المسؤولين عن القضية، فلن يقودنا إلى ما نريد.
زمن اللعب الفعلي في البطولات القارية حولنا يزيد قليلاً عن 55 دقيقة، وبالتالي علينا حين نخطط أن نكون واقعيين وألا نحلم، والثمانون دقيقة التي نتحدث عنها ونحلم بها، لن تحدث إلا في مباريات «البلاي ستيشن».
كلمة أخيرة
أن تصحح أخطاءك أنت.. أول الطريق لإصلاح أخطاء الكون كله