نهاية «تنظيم»
بالأمس قال قضاء الإمارات العادل والنزيه والمستقل كلمته في قضية «الخلية الإخوانية»، والتي أدين فيها عشرون مصرياً، وعشرة إماراتيين سبق الحكم عليهم في قضية «التنظيم السري». ولا بعد كلمة القضاء من قول. فقد وضع بحكمه حداً ونهاية لتنظيم مأفون، ظن أتباع مرشده أنهم قادرون على اختراق تلاحم شعب بقيادته، واعتقدوا في لحظة انتشاء وغرور أنهم تمكنوا من مفاصل صرح الإمارات الشامخ، ولكن خابت مخططاتهم، وسقطوا لينكشفوا أمام الجميع.
وفي دولة القانون والمؤسسات، أسدل قضاء الإمارات بكلمته الفصل أمس الستار على القضية، ووضع نهاية لأوهام تنظيم الإخوان «المتأسلمين» في وطن تأسس على بنيان صلب ومتين من المحبة والتآلف والتلاحم بين أبنائه وقيادته على مر الأجيال والعصور، فيه قادة قلوبهم قبل المجالس مفتوحة ومنفتحة على شؤون وشجون شعبهم، ونسجوا لُحمة وطنية، فريدة بمفرداتها وتفاصيلها. وكانت القلعة التي تحطمت عند أسوارها أوهام كل متآمر وحاقد.
حاولوا التأثير على قضاء الإمارات قبل صدور الأحكام، ووظفوا كل أبواقهم وأكشاك الارتزاق المتاجرة بحقوق وقضايا الناس التابعة لهم في بعض العواصم الأجنبية لأجل تشويه صورة الإمارات، وقضائها العادل واستقلاليته المعروف بها.
أرادوا تسميم العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين في الإمارات ومصر باستغلال هذه القضية، متناسين أن شعب مصر قال كلمته في تنظيمهم المشؤوم في 30 يونيو الماضي. وعبر في وقفاته أمام سفارة الدولة في القاهرة عن تقديره الكبير للإمارات وقيادتها ومواقفها الأخوية تجاه مصر وشعبها، معبراً عن اعتزازه بتلك المواقف المتواصلة التي تعبر عن نهج أصيل قامت عليه الإمارات لمساعدة الشقيق والصديق، وتعزيز أواصر وروابط الأخوة والصداقة، وتبادل المصالح القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
باءت بالفشل الذريع جميع المحاولات المأجورة للنيل من صورة الإمارات، وتشويه صورة القضاء والأمن فيها ،أمام الشفافية العالية التي تعاملت بها الدولة مع هاتين القضيتين الحساستين. فقد شاركت في تغطية وحضور جلسات المحاكمة كافة وسائل الإعلام المحلية والعربية ومنظمات المجتمع المدني الإماراتية، وبحضور أقارب المدانين. وفي قضية «الخلية الإخوانية» حضر جلسات المحاكمة كذلك ممثلون عن السفارة المصرية، ونقابة الصحفيين المصريين.
هذه النهاية للتنظيم «الإخواني» ومخططاته، وبهذه الطريقة التي جرت، درس لكل من ُتصّور له أوهامه أنه يستطيع اختراق شعب يعيش ربيعاً دائماً من المنجزات والمكتسبات في«بيت متوحد» بقيادة وفية، وضعته في صدارة أسعد شعوب الأرض. شعب واع لما كانوا يدبرون، يقظ لأهدافهم، ومخططاتهم، وهو يشاهد ما حاق بمجتمعات خدعوا شعوبها، فحل بها ما حل من سفك للدماء ودمار وخراب. وهي بصمات مثيري الفتن والتحزب، ومروجي الأحقاد والإقصاء، الذين لا يرون أبعد من المصالح الضيقة للتنظيم المتخفي خلف الدين الإسلامي. دين الحق الذي الحقوا بصورته أكبر الضرر بممارساتهم المقيتة مع بقية التنظيمات الإرهابية التي خرجت من عباءته من «القاعدة» وحتى«داعش».
واليوم ومع إسدال الستار على القضية، التحية والتقدير لقضاء الإمارات، والشكر والامتنان للعيون الساهرة لرجال الأمن، ويقظتهم العالية، لتظل الإمارات دوماً واحة أمن وأمان، ورخاء واستقرار وازدهار، والله نسأل أن يحفظها وقادتها من الفتن ما ظهر منها وبطن.
ali.alamodi@admedia.ae