بالقوّة الفاعلة، بالطاقة الإيجابية، بعقول أبناء تدربوا وهيأوا أنفسهم ليكونوا رواد فضاء، تبدأ الإمارات في زيارة الكوكب الأحمر، وبإرادة رسمية وعزيمة وطنية، يقطع مسبار الإمارات ستين مليون كم ليعانق شفاف اللحظة المدهشة، ليصل إلى كبد السماء، ليحقق إنجاز الإمارات التاريخي لينجز المشروع الإنساني الذي حلمت به القيادة ووضعته نصب أعينها، ووفرت كل الإمكانات لشبابنا ليكونوا الطليعة في خدمة الصناعة المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء.. إذاً الإمارات في المريخ في عام 2021، أي بعد انقضاء خمسين عاماً على تأسيس الدولة، الإمارات مع الكبار كتفاً بكتف، وساعداً بساعد، وعقلاً بعقل وقلباً بقلب، الإمارات شريك قادم بقوّة، وصلابة، وجسارة، لأجل إضافة جديدة، ولأجل عمل جاد يقدم للإنسانية طموحات، وآمالاً وأمنيات.. الإمارات مع الكبار بمسبار الأمل، مسبار الحقيقة، مسبار يجس غور الأحشاء المجهولة في كوكب حامت حوله الأنظار بمجاهر الترقب والبحث والفحص، والمحص، ولم يزل العالم يبحث عن شركاء، عن علماء، عن رجال يجندون أنفسهم من أجل اكتشاف ما لم يتم اكتشافه، ومعرفة ما لم تتم معرفته في هذا العالم الواسع الشاسع، في هذا الكون المثير والمثري، هذا الكون السارد قصّة التكوين وجبله الأشياء، يحتاج إلى علوم جديدة وإلى عقول جديدة تضع جل إمكاناتها في خدمة الإنسانية، والإمارات بلد المبادرات الخيرة، والمثابرات النيرة، تقف اليوم عند الإشارة الحمراء، في انتظار الانطلاق، باتجاه شوارع الكون، ونحو المريخ الأحمر، وهذا هو التحدي المهم، تحركه دوافع الرغبة في النجاح ولا شيء غير النجاح. الإمارات ذاهبة في المعاني الرشيدة، ذاهبة لتأكيد الذات وترسيخ الثوابت، وتثبيت أسس النهوض والنهضة، ووضع العقل الوطني أمام مسؤولياته الأخلاقية، والتزاماته الوطنية، وذلك بعد دفعه لنيل العلم الوافر، والإمساك بزمام الخبرة الكافية. الإمارات مع الكبار في قلب حدث العالم، تسير بالحياة، نحو تطور ملفت ورقي مبهر، وحركة ثقافية وعلمية مؤثرة في الوطن، مؤثرة في العالم، متأثرة بما حولها، اختراعات وإبداعات تكنولوجية مدهشة، وخلال العقود الثلاثة المنصرمة، حققت البشرية ما يتجاوز ما حققته خلال أكثر من أربعة قرون، وهذا بطبيعة الحال، دليل على الطفرة العلمية التي يشهدها العالم، والتطور السريع في الصناعة، حيث سمى هذا القرن قرن الواحد والعشرين، بقرن التقنية، حسب الفيلسوف الألماني هايدجر، وفي هذا الخضم، فإنه لا مجال للتريث، ومن يتأخر عن اللحاق بالقطار يتأخر عن تسديد فاتورة البقاء على قيد الحياة.. فلا مكان للصغار، ولا موقع للمرتبكين، في زمن، تتسابق فيه الدول من أجل المجد الصناعي، من أجل التقنية الأحدث، من أجل الوقوف على قاعدة صلبة وراسخة لا تهتز بفعل تقلبات الظروف الطبيعية وغيرها.. الإمارات مع الكبار، في ناد إبداعي، يرعى شأن الإنسانية، بأحلام العقول الواعية، والمشاعر، المزدهرة، يعشق الحياة، والشوق إلى أشجارها السامقة، وطيورها المحدقة في السماوات العلا.. الإمارات مع الكبار، من أجل سلام الإنسانية وعافية البشرية، وتطورها، ونشوئها، ورقيها، من دون عواقب ولا نواكب.. الإمارات مع الكبار.. على الساحل الأحمر، لبناء سفينة وصل، تثري الاختيارات العلمية المأمولة.. Uae88999@gmail.com