طريق يمتد 1300 كيلو متر يصلنا بصلالة، تلك المدينة الخريفية جنوب الجزيرة العربية وسلطنة عمان الشقيقة، مدينة على بعد همة ورغبة ونشاط، يصلها شبابنا كل صيف لقضاء وقت الخريف الجميل، فالصور التي تصل من تلك الأراضي الخضراء تثير شهية الراغبين ببعض البرودة، والأجواء التي ينقلها التلفزيون تجعل الكل يشتعل حماسة للوصول إلى صلالة. صلالة البعيدة ـ القريبة صارت متنفساً معروفاً لمعظم أهل الخليج، وللإماراتيين أصحاب الأسر والعوائل أيضاً، يرحلون إليها لا يقلقهم تعب الطريق ولا طوله، فما دام القصد “صلالة” فالمكان سهل الوصول. هكذا يعتقدون، وهكذا يرتبون أوراقهم وأنفسهم للرحلة، لكننا للأسف فجعنا هذا الأسبوع بحوادث مرورية قاتلة خسرت فيها أسر إماراتية شباباً في مقتبل العمر على هذا الطريق الطويل.. الطويل جداً. الحوادث المفجعة على طريق صلالة هم صيفي تحمله معظم الأسر، والشباب ضحايا هذه الحوادث هم عادة ممن خرجوا من صلالة ليلاً ليصلوا للإمارات صباحاً ولكنهم لم يصلوا للأسف. من المقلق فعلاً ارتفاع الحوادث المرورية في منطقة ما، ومن المخيف أن يذهب شبان صغار ضحايا لهذه الحوادث، ومع أن الغالبية يعتقدون أن السرعة وقلة الانتباه هما سبب هذه الحوادث، إلا أن وقوعها على درب واحد يجبر الراغبين في الوصول إلى هذا المكان على إعادة النظر بمخططاتهم. يدرك المتمرسون في طريق صلالة أهمية السير فيه نهاراً، فهذا الشارع ذو الاتجاه الواحد قد يكون قاتلاً في الليل حيث تختلف الإنارة فيه عن الصباح، وفي الغالب يفضل شبابنا العكس، السير مساء على درب صلالة وهنا يكمن خطر نفاد البترول في صحراء هيما أو عدم انتباه السيارة القادمة في الاتجاه المعاكس. ومن الأهمية بمكان أن يفحص الذاهب لصلالة إطارات سيارته، فالمشي على شارع صحراوي في حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية ليس كالخروج من أبوظبي لدبي حتى لو في نفس درجة الحرارة. ومن الأمور التي تشعر الشخص بالمتعة وبعض الأمان في مشوار الذهاب لصلالة أن يخرج الراغبون في عدة سيارات، فهذا يخفف وحشة الدرب، ويخفف مخاطر الأذى في حال التعرض لمكروه، وكذلك من المفيد جداً أن يتبادل السائق قيادة السيارة مع شخص آخر متمرس كي يكون قائد السيارة مرتاحاً ذا ذهن صاف لا يغالب النوم. ومن واجب الأهالي توعية أبنائهم حول مخاطر هذا الطريق، ومن واجب الجهات الشرطية رفع مستوى التوعية في المراكز الحدودية، ويمكن أن تتم طباعة بعض الكتيبات الإرشادية المهمة، وتوعية الشبان بأهمية الحصول على قسط من الراحة دائماً وسط الطريق، وتوفير بعض الخرائط التي تظهر أماكن الخدمات وأفضل المسارات للوصل إلى الجهة المقصودة، جنة الجزيرة العربية “صلالة” .