افتتاح خط حبشان الفجيرة لنقل النفط دون الحاجة للمرور بمضيق هرمز مشروع استراتيجي يعزز اهتمام الدولة ورؤيتها المستقبلية وتنوع طرق تصدير النفط، وهو واحد من أهم ثرواتها، وكان لابد من البحث عن طريق بديلة ومساندة وإضافية للطرق التقليدية بالتصدير عن طريق الخليج العربي، فكان الخط الاستراتيجي الذي يبدأ من حبشان ليصل إلى ميناء الفجيرة الواقع على بحر العرب بطاقة استيعابية تمثل ثلثي ناتج الدولة من النفط الخام.
إن المشروع الذي دشن أمس بتدفق أولى الشحنات من النفط بعد أن قطعت 400 كم على امتداد طول خط الأنابيب ـ بطاقة بلغت نصف مليون برميل متجهة إلى إحدى المصافي النفطية في باكستان ـ يعكس حرص الدولة على تطوير آلياتها وبرامجها بطرق جديدة ومبتكرة وعدم الركون الى التقليد ـ فالمشروع الذي يحدث نقلة نوعية في المشاريع - من شأنه أن يعزز من قدرة الدولة على تصدير أحد أهم مصادر دخلها بطريقة آمنة وسلسة دون أن تتأثر بأي معطيات وظروف طارئة.
إن مشروع خط أنابيب نقل النفط الخام الواصل بين حقل حبشان في إمارة أبوظبي وإمارة الفجيرة هو مشروع استراتيجي في غاية الأهمية، من شأنه أن يعزز قدرة نوعية حتى الآن بالنسبة لإمارة أبوظبي، لما يمتلكه من مميزات عديدة أهمها إمكانية تسيير النفط الخام من حقل حبشان براً للوصول إلى الفجيرة، ليتم تصديره بحراً عبر خليج عمان فيما بعد، وتقدر الطاقة الاستيعابية للضخ عبر مشروع خط أنابيب حبشان الفجيرة بنحو 1,8 مليون برميل في اليوم، يتم استخدام 5ر1 مليون برميل منها في الوقت الحالي، بالإضافة إلى ثمانية خزانات للنفط تبلغ طاقتها التخزينية مليون برميل لكل منها، وتسع مضخات نفطية مختلفة الأغراض، وثلاث معبئات للنفط بعيداً عن الساحل لتسهيل الشحن إلى السفن.ِ
ومن الأهمية ألا نربط افتتاح خط حبشان الفجيرة بالأحداث والتطورات الجارية بالمنطقة، وما تشكله إيران من تهديد على سلامة الملاحة البحرية بالخليج العربي، وما تحاول إرساله من رسائل بإمكانية إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية، لتشل حركة السفن والبواخر العملاقة التي تنقل النفط، وهو أهم مصادر الطاقة لمعظم دول العالم، فصادرات دول الخليج من النفط الخام تمثل نحو ربع صادرات العالم من النفط، ويمر عبر مضيق هرمز يومياً أكثر من سبعة عشر مليون برميل نفط.
إن توتر الأوضاع في المنطقة شأن، وافتتاح المشروع الإماراتي الاستراتيجي شأن آخر، فالإمارات فكرت وبحثت عن حلول ومنافذ بديلة منذ فترة، ومشروع خط حبشان الفجيرة الذي افتتح أمس ليكون واحداً من المشاريع العالمية العملاقة والذي استغرق إنجازه أكثر من أربعة أعوام، سيفيد الإمارات وهو مشروع استراتيجي يمكنها من أن تصدر ما تشاء من النفط دون التعرض لأي خطر أو تهديد، أي أن فكرة المشروع قديمة، ولكن برؤية مستقبلية، كما هي مشاريع الإمارات دائماً وأبداً.
m.eisa@alittihad.ae