توعية المستهلك...دخل موظف البقالة الواقعة أسفل العمارة التي يقيم فيها، بادره صاحب البقالة بتهنئته بزيادة الرواتب، فرد عليه الموظف مبروك عليك أنت!·
مشهد يعكس قلقا يعتري شرائح واسعة من الموظفين، وهم يعتقدون أن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة بزيادة الرواتب لن تستقر في جيوبهم في ظل ما يجري في الأسواق، والتجار يكشرون عن أنيابهم للفتك بالمغلوبين على أمرهم، ممن يكتوون بنار الغلاء، لأن لا دخل لهم سوى رواتبهم الضامرة ،والتي كانت مجمدة لأمد بعيد، حتى جاءت هذه المكرمة السامية لتدخل الفرح الى قلوبهم بعد طول انتظار ومعاناة· مع الفرحة كان التساؤل حول الجهة أو الجهات التي ستحميها ، هل هي البلديات أم وزارة الاقتصاد والتخطيط التي سمعنا صوتها متأخرا جدا جدا، لأن الاخوان في العصور السابقة، اختاروا ألا يظهروا في مواسم المعارض والسفر؟!·
في غمرة هذه التساؤلات نسينا جهة هامة كان بإمكانها أن تلعب دورا حيويا ومهما في هذه القضية، الا وهي جمعية حماية المستهلك، التي جرى تهميشها للغاية، وبدلا من أن تقوم وزارة العمل بانتشالها من الواقع الذي وجدت نفسها فيه، قامت بحلها وقد أنصفها القضاء مؤخرا·
الجمعية بحاجة لتقوم بدورها في الارتقاء بالوعي الاستهلاكي في المجتمع ،وهذه نقطة تعد من وسائل التصدي للتجار ومغالاتهم في أسعار السلع، وتجد في الكثير من المجتمعات كيف تقوم جمعيات حماية المستهلك بفضح التجار المستغلين، ودعوة الجمهور لمقاطعتهم، وكذلك إرشاد المستهلك للسلع البديلة الجيدة والاقل كلفة من الاخرى مرتفعة الأثمان· عندنا تم تجريد الجمعية من اي قوة وتركناها مع المستهلك نفسه يحاربون الطواحين في مواجهة غلاء يغرس أنيابه فينا ·