ربما أن الكثير منكم قد تابعوا تغريدة الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" التي نشرها الأسبوع الماضي، والتي تناول من خلالها قضية الخلية التي يتم التحقيق معها بتهمة إدارة تنظيم يهدف إلى ارتكاب جرائم تمسّ أمن الدولة. هذه التغريدة تعتبر بمثابة أول تعليق يصدر من مسؤول كبير في الدولة عن القضية، وأهميتها تبرز في أنها تقدم الكثير من الإجابات على الأسئلة التي أثارها الإعلان عن توقيف هذه الخلية، حيث اكتفى الخبر الرسمي حينها بذكر وجود تنظيم يعمل ضد الإمارات، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية، ربما نجد العذر في أن القضية ما زالت تحت التحقيق، لكن في كل الأحوال كنا نتمنى أن يرافق الإعلان عنها تفاصيل أكثر، وذلك للتصدي للمتربصين الذين أعطوا أنفسهم الحق في التشكيك بالقرار والمزايدة على القوانين المتبعة في الدولة. يقول قرقاش في جزء من التغريدة "لا بد لنا من وضع الأحداث الأخيرة في الإمارات في نصابها الصحيح، وأن ندرك أن مجموعة تحمست للربيع العربي نتيجة لارتباطاتها الحزبية، وقامت بأسلوب منظم وممنهج بتحدي أعراف وتقاليد الحوار العام في الإمارات، المجموعة القليلة اعتبرت نفسها وصية على شعب بأكمله، تتحدث باسمه، وتتجاهل أن عقوداً أربعة مملوءة بالإنجاز تبين حرص قيادتنا على الدولة، ولا شك في أن قيادتنا السياسية سعت إلى الوسائل التقليدية من النصح واللقاءات والاستيعاب، ولم يراعِ هؤلاء دقة المرحلة والأوضاع الإقليمية المضطربة، بل أرادوا أن يستغلوها، لكننا لابد لنا من تجاوزها من خلال مؤسساتنا وقوانينا". أعتقد أننا كنا في حاجة إلى مثل تغريدة قرقاش التي تقدم المزيد من التوضيحات حول القضية التي تمسنا جميعاً، خاصة وإننا في الإمارات نعتبر أنفسنا نمثل أسرة واحدة مترابطة، نسير فيها على قلب رجل واحد، ولا يوجد في قاموسنا مصطلحات مثل جماعة وخلية وتنظيم في الإمارات أرض المحبة والسلام والتسامح التي يغرف من خيرها الجميع، فإن وقعها ثقيل على النفس ومرفوض. الذين يتحدثون عن الإصلاح والديمقراطية، لا ندري أي إصلاح نحتاجه في الإمارات، والدولة تعيش عصرها الذهبي وتنعم بالأمن والاستقرار والازدهار، والذين يتحدثون عن الدين، لماذا يصرون على إغماض أعينهم عن حقيقة أن مجتمع الإمارات متدين. والذين ينادون بالديمقراطية يتناسون أمراً مهماً وهو أن الديمقراطية لا تضمن وجود حياة أفضل، وكم من دول ديمقراطية كبرى تعاني من الفساد والفقر وغياب الأمن الاجتماعي. الإمارات تملك نموذجاً ناجحاً، من الواجب المحافظة عليه والدفاع عنه بكل قوة وعدم السماح لفئة لا تستطيع أن ترى كل هذا الخير الذي يسري في عروق الوطن، أن تعبث به وتجازف بالاستقرار والأمن وتخلق عوضاً عنه مناخ الفتنة، وتعطي الفرصة للمتربصين بالدولة بالمزايدة عليها. سيف الشامسي | salshamsi@admedia.ae