اكسروا جُرَّة داعش
أكسروا جُرَّة داعش لتخرج الطفيليات والطحالب الدودية ويصفو الماء.
.
حرب «داعش والغبراء» لن تنتهي ولن يتخلَّص العالم من وبائها ما دام هُناك وعي يتدحرج من القمّة إلى الحضيض وما دام هناك فكر لم يزل بعد، يحتضن حثالة القرون الوسطى وما قبلها، وما دام هناك بشر، يدعمون هذا الورم بالسر، ويعلنون على الملأ، مقاومتهم له، وما يود المتابع العربي أن يفهمه، كيف يمكن لداعش أن تقاتل الشعب والنظام في العراق، وتهادن في سوريا، ثم تعود لتقلب البوصلة كيف يمكن لهذه الداعش أن تنمو وتترعرع بهذه الصورة المتفشية لولا وجود قوى فورانية خفية، تدفعها دفعاً لأن تتفرع وتتمتع بهذا التفشي الشيطاني من دون ما يستطيع أحد أن يوقف مدها وتمددها.
على الذين يريدون التخلص من داعش أن يقفوا عند الأسباب وأن يطلوا من خلال مجهر دقيق يوضح الصورة بجلاء ومن دون خفاء، أو رياء، لأن المشكلة في هذه المشكلة هي الأيدي الخفيّة، أما أن نعتقد بأن مجموعة متسولين ومتسللين يستطيعون أن يفعلوا كل هذا الهدم، والتدمير، ونظل نحوم في الدائرة نفسها بين كر وفر، من دون القدرة على القضاء المبرم لهذه الداعش، فإنه لابد من إبقاء الأسئلة مفتوحة، ولابد من مواجهة الأصدقاء قبل الأعداء، ومعرفة الحقائق وكشف الغطاء على القدر الكاتم، أو بيان ما ظل لسنوات عدة يفور تحت البساط والناس نيام، وبعضهم يداهن، والآخر يراهن، وبعض أطراف تأخذ أقراص البنادول لتسكن الأعراض وتبقى الأسباب.
.
فداعش لم تكن نبتة جاءت على حين غرة، بل إنها مجموعات جهزت وأعدت لأغراض يراد بها باطل العالم، وهزيمة الحق، ورمي العدل بأحجار الافتئات والافتراء، وما صاحبه من هراء.
.
ما يجري في العالم العربي ليس سراً على أحد ولا يحتاج إلى منظرين ومحللين فالمشكلة واضحة وضوح الشمس فالذين دعموا الإخوان، ثم أشاحوا عنهم بعدما رأوا أن المرحلة قد تجاوزتهم هم أنفسهم الذين يغضون الطرف تارة ويرفعون الستار تارة عن هذه المجموعات حسب المصالح، وكيفما تجري الرياح.
.
ما تقوم به داعش من قتل وتنكيل لا يدل على أنها مجموعات لها هدف ديني، أو وطني، وإنما هو نتاج أفعال مرتزقة، ومأجورين لأنه ما من إنسان يمكن أن يصدق، من يطرح نساء البشر، في مناقصات ومزايدات أشبه بمزايدات القطيع، إنه إنسان يملك من الإيمان بقيمة الإنسان ذرة واحدة.
.
فما يحصل على الأرض، هو شيء من العدمية والعبثية، التي عمت أوروبا قبل عصر التنوير، هو الآن ينفذ على أرض العرب، كتجارب يراد منها تحويل الأوطان إلى طوائف متناحرة، من دون أهداف ومن دون قضايا إلا قضية الفوضى العارمة .
.
إذن لابد للإنسان العربي أن يعرف أن داعش وتوابعها ما هي إلا أدوات رديئة صدئة تنفذ مبادئ ما بعد الموت، وما قبل الحياة، أدوات رسخت في أذهان أصحابها، قيما لا تخطر إلا على بال الشيطان، ودوافع أشدها خسة ونجاسة، تحويل النساء إلى سبايا وأجساد تعرض في أسواق النخاسة، والهدف هو وضع الإنسان بشكل عام تحت قائمة الجويم والهوام، والأغنام.
.
احتقار المرأة هو احتقار للضمير الإنساني ومحق إرادته.