أحلام النساء بعد العيد
يواجه الأزواج معضلة تاريخية اسمها، أحلام النساء بعد العيد، وتتلخص هذه الأحلام، بالسفر إلى الخارج حتى ولو على ظهور الإبل، المهم أن تتصل الواحدة منهن بأخواتها في العيد، معلنة أنها تعد العدة للسفر إلى بلاد الدنيا، وقد اتخذت كل الإجراءات اللازمة بالاتفاق مع البعل النبيل، ومن الأولويات أن يذهب الفقير إلى الله، إلى البنك ويقترض المقسوم ويعود إليها بمحفظة متورمة مثل خد طفل صغير، أصيب بـ «الخازباز» وتجلس الزوجة المصون تعد الأوراق النقدية الخضراء، وبعد أن تنتهي من رصد الرقم المطلوب ترتفع «الحواجب»، وتحملق في وجه الرابض أمامها وتقبله على جبينه وتعطيه من كلام العسل الليلي، ما يثلج صدره أو على الأقل يخفف من درجة الغليان الداخلي إثر التفكير فيما بعد السفر، وما يتلوه من هموم تمتزج مع دخان السجائر إن كان مدخناً أو تختلط مع رطوبة الصيف، فلا يفتح المسكين عينيه إلا على خيال جاهم، متفاقم وكلما نظر إلى الزوجة المبجلة المنتشية بمشتريات الرحلة، يشعر بالامتعاض منقبضاً مهضوماً مكظوماً مسقوماً مهموماً لا يلوي على شيء سوى أنه ينتظر على مضض نهاية الشهر، ليقبض ما تبقى من الراتب ليدلقه في خزائن المحال التجارية التي تفتح أفواهاً أوسع من قاع البحر فيتلطم المسكين بين المكتبات ومحال الخياطة وملابس الرياضة استعداداً لمعركة أخرى، وهي معركة المدارس وما أدراك ما المدارس ومتطلباتها التي تسلب اللب، وتفتك بالقلب.
مشكلة أزواج اليوم أنهم لا يجرؤون على البوح بضيق ذات اليد، فهذا عيب في شريعة البعض كونه يقلل من الاحترام، والقيمة أمام الزوجة التي تتباهى بالزوج أمام الصاحبات وزميلات العمل، فلا يرى الزوج بداً من المكابرة والمجاهرة، بالغنى الفاحش حتى وإن كان يلتقط خشاش الأرض ليعيل أسرة من عدة أفراد، لأنه لا يريد أن يكسر خاطر الزوجة المصون ولا يريد أن يحرجها أمام الأخريات، بل يريدها دائماً إعلامية ناجحة تحول الأسود إلى أبيض، وتصور الأشياء لا كما هي عليه، بل كما تراها هي، ومثل هذه العادات أصبحت وبالاً وسوء حال على أسر وقعت في شرك البنوك جراء هذا المظهر المؤذي وعادات اقتحمت البيوت واستولت على المشاعر، وسيطرت على سلوكيات الناس وهيمنت على كل تصرف يبدر من أرباب الأسر، فأنا على يقين من أن أكبر شنب لا يستطيع اليوم أن يقول لا للعيون المشعة ببريق الغمضة واللمظة، إلا ما ندر، وبعضهم يحاول أن يمتلك الجرأة فيتجاسر ويقول لا، ولكن وراء اللا هذه تتفجر قنابل موقوتة وترتفع أمواج هائلة قد تغرق مركب العائلة، ويصبح الحل المراد منه إعادة النظر في بعض العادات، مجازفة خاسرة، تنتج عنها الحسرة والندم وتوبيخ النفس، وتأنيب ضمير، ولطم على الخدود والقول يا ليتني تحملت أعباء الديون، ولا أقع فريسة هجوم كاسح من قبل الزوجة وأحياناً بمعاونة الأولاد، بعد تأليبهم، ودفعهم إلى صف المعارضة.. أعان الله كل مبتلٍ وكل مصاب بمرض العادات السيئة.
Uae88999@gmail.com