الهروب الكبير!
كلما تقابل الزعيم العيناوي مع فريق الاتحاد (العميد) السعودي بجدة، في إطار دوري أبطال آسيا، تذكرت ما حدث لي وللزميل الإعلامي المتميز محمد نجيب يوم السبت 5 نوفمبر عام 2005، حيث نهائي البطولة بين الفريقين الكبيرين.
وكانت مباراة الذهاب بالقطارة قد انتهت بتعادلهما بهدف لكل منهما، وهنا أطلقت قناة (أبوظبي الرياضية) برنامجاً خاصاً عن النهائي، وكنت ضيفاً ثابتاً في ذلك البرنامج الذي خصصته القناة لرفع معنويات الفريق العيناوي، باعتباره سفير الوطن في البطولة، والسعي للتأثير على معنويات الفريق الاتحادي، وبالفعل أتت تلك الحملة الإعلامية أُكلها، بدليل أنه فور وصولنا إلى جدة رصدنا حالة التوتر وعدم الثقة لدى بعض جماهير الاتحاد التي راحت تسألنا عن حقيقة قوة الفريق العيناوي، وهل هو قادر بالفعل على تحويل حلم الاتحاد بالفوز باللقب إلى كابوس، بينما راح البعض الآخر يرفع راية التحدي مؤكداً أن الرد على حملتنا الإعلامية سيكون في الملعب.
وليت الأمر توقف عند ذلك الحد، وفور وصولنا إلى مدرجات ستاد الأمير عبدالله الفيصل، مسرح المباراة، فوجئت أنا وزميلي محمد نجيب بهجوم منظم من قبل جماهير «الإتي» علينا استخدموا خلاله كل ما طالته أيديهم، ووجدنا أنفسنا تحت وابل من النعال (أكرمكم الله)، كل ذلك قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية، وهنا قررنا، دون أدنى تردد، أن نغادر المكان فوراً، وأن نهرب إلى إحدى كبائن التعليق، بعيداً عن أعين الجماهير، واضطررنا أن نتابع المباراة، وسط حالة من الذعر لم تنته إلا بعد انتهاء المباراة بفوز الاتحاد، ولم نغادر الكابينة، إلا بعد ساعة كاملة على مغادرة الجماهير أرض الملعب!.
وعندما يتجدد الحوار الكروي الساخن ما بين العين والاتحاد غداً في جدة لتحديد أيهما أحق بالانضمام إلى فرسان المربع الذهبي، فإن فوز العين بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب لا يجب أن يصيب الفريق العيناوي بحالة استرخاء فالكرة لا تزال في الملعب، وفريق الاتحاد بخبرته وبتاريخه يدرك جيداً أن مهمته، وإن كانت صعبة، إلا أنها ليست مستحيلة، ولابد أن يكون الفريق العيناوي في أفضل حالاته البدنية والنفسية والفنية، حتى يتجاوز عقبة الاتحاد ويواصل مشواره الناجح في البطولة.
وهنا لابد من التذكير بما حدث لفريق الاتحاد في نهائي بطولة 2004 عندما خسر في مباراة الذهاب في جدة بين جماهيره أمام فريق سيونجنام الكوري بثلاثة أهداف مقابل هدف، وظن الكثيرون أن لقاء الإياب في كوريا لن يكون سوى (مذبحة كروية) لفريق الاتحاد، ولكن لاعبي «الإتي» قلبوا كل الموازين، وبدلاً من أن يعودوا إلى جدة بـ (فضيحة بجلاجل) كسبوا الفريق الكوري على أرضه وبين جماهيره بخماسية تاريخية منحتهم اللقب الآسيوي للمرة الأولى.
وتلك الواقعة من شأنها أن تفرض على لاعبي العين أن يتعاملوا مع الموقف غداً بمنتهى الجدية والتركيز، فمباراة الذهاب لم تكن سوى شوط أول من مباراة مدتها 180 دقيقة!