بصراحته المعروفة، وشفافيته المعهودة، ولغته الجزلة، تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وللمرة الثانية عبر الخط المباشر من إذاعة الشارقة عن أهل الران، ودعاهم إلى “فتح قلوبهم وتنقيتها من الضغينة والحقد”، ليصبح القلب “شفافاً وصافياً ككأس الماء النظيفة”.
وقبل الحديث عن أهل الران، نتوقف أمام حرص سموه على التواصل مع ما يطرح عبر ذلك البرنامج الإذاعي الذي لم يسلم مقدمه من سهام طيش الران وأهله. فتواصل صاحب السمو حاكم الشارقة مع البرنامج، صورة من صور تفاعل الحكام مع أبنائهم المواطنين والمقيمين، والعمل على توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم. وقد كانت مبادرات سموه في ذلك التواصل أنموذجاً عبر عن رؤية القيادة الرشيدة في المتابعة والتواصل، بل وأرسى أسلوباً جديداً في الوصول إلى أماكن المواطنين إذا تعذر وصولهم لديوان الحاكم، في تجسيد عملي لمدى قرب قيادة هذا الوطن من أبنائها وترابط وتلاحم النسيج الاجتماعي والوطني على أرض أزهرت وأينعت، بفضل من الله، وحكمة قادتها، ووفاء وانتماء وولاء أبنائه لحكامهم.
نعود لأهل الران، أولئك النفر الشاذ ممن لم يتوانوا عن استغلال كل منصة للإساءة لوطن أكرمهم وأكرم غيرهم. ولم يستحوا من استئجار كشك لنكرة بريطاني في لندن ليتحدث عن حقوق الإنسان في الإمارات، بل ووزعوا قمصانا خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة البريطانية للفت الأنظار إليهم. ونسوا أن مثل هذه الافتراءات لم ولن تنجح في حجب حقيقة المنجز الوطني الذي تحقق على أرض الإمارات، وحققت حكمة القيادة الرشيدة مستوى متقدماً وعالياً من التنمية، وضعت إنسان الإمارات في مقدمة شعوب الأرض سعادة ورخاء وتقدماً أكدتها تقارير المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة. وجاءت مرحلة “التمكين” لتضفي بعداً جديداً في مسيرة الإنجازات الوطنية، التي من حق كل مواطن أن يفخر ويعتز بها ويضعها بين المهج والمقل ويعض عليها بالنواجذ. لذلك لم يكن غريباً هذه الهبة الوطنية العفوية والتعبير عن التلاحم والالتفاف الوطني حول القيادة في وجه المتآمرين على الوطن والمرتهنين للخارج الذين تطاولوا على الإمارات ورموزها الوطنية، وأرادوا شق الصف الوطني، وإثارة النعرات البغيضة والحزبية الممقوتة، ونحن نرى شواهد هذه الفعال في مجتمعات قريبة منا. فأمن واستقرار الوطن فوق أي اعتبار.
إن إجراءات الدولة بحق كل من تورط في الإساءة للوطن ومحاولة النيل من أمنه واستقراره، حظيت بدعم شعبي واسع، بألا تأخذنا في أمثالهم لومة لائم، في أبلغ صور الاصطفاف الوطني خلف قيادة الوطن وإنجازاتها الملموسة التي لا تخطئها العين.
ورغم فداحه فعلة أولئك الحاقدين الذين أرادوا الإفساد في الأرض بزعم الإصلاح - وهم يجهلون أبسط قواعده وآدابه - تفتح الإمارات لهم الصدر وتمد لهم اليد، وسمو حاكم الشارقة يناصحهم للمرة الثانية “من فضلكم، هذا البلد بلدكم لا تضيعوه؛ لأن تجربة هذا البلد في الاتحاد من أنقى التجارب”. واللهم احفظ الإمارات من شر كل حاقد ومتآمر.


ali.alamodi@admedia.ae