أرجوكم قدروا دواعي نقلها
دورات كأس الخليج لكرة القدم هي من البطولات المهمة لدول الخليج العربي، وبفضلها انطلقت منتخباتها وأنديتها إلى العالمية، ودخلت مرحلة الاحتراف وتبوأت كوادرها الإدارية والفنية مناصب قارية ودولية، فمنتخبات الكويت والعراق والإمارات والسعودية وصلت إلى نهائيات كأس العلم بدءاً من عام 1982، وحصدت بطولات قارية وتأهلت منتخباتها إلى الدورات الأولمبية، وشارك عدد من منتخباتها وأنديتها في بطولات كأس العالم للقارات وأندية العالم، إضافة إلى العديد من بطولات المراحل السنية قارياً.
واستضاف العراق النسخة الخامسة لكأس الخليج عام 1979، ثم ابتعد عنها لفترة لأسباب وعاد مجدداً، وحصد 3 من بطولاتها، ومقبل على استحقاقات عديدة على مستويات عدة، ودورة كأس الخليج أقرب تلك الاستحقاقات التي تمنيناها في البصرة، ولكن هناك أسباب قد تحول دون ذلك.
لذلك أرجو من الأشقاء في الاتحاد العراقي أن يعذروا نظراءهم إن اختلفوا في إقامتها هناك، لأن الظروف الأمنية غير مشجعة، والانفجارات اليومية تحصد العشرات في الشوارع والقلق العام من الجميع، منتخبات ومشجعين، وإن تمكنت السلطات من توفير الأمن للمنتخبات، فقد لا تتمكن من توفيرها للمشجعين، وقد يحدث ما يعكر صفو البطولة، ناهيك عن غياب الجماهير عنها، وبالتالي لن تتوفر أهم عوامل الإثارة والنجاح ويفقدها أحد عناصرها المهمة.
أرجو تفهم هواجس الاتحادات المعنية في ضرورة نقلها في هذه الفترة لتعود إليها مجدداً، حينما تزول الأسباب، لأننا تعودنا من الأشقاء احتضان بطولات ناجحة، لا يعكر صفها أمر طارئ، ولأننا نحب العراق ونعشقه لا نريد له أن يكون في موقف كهذا، إضافة لالتزام الاتحادات المشاركة بقرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بعدم إقامة أية بطولة على أراضيه حتى زوال الأسباب، وعلى الأشقاء تفهم تلك المخاوف في الوقت الراهن، والأمل في تجاوز الظرف.
البطولات قادمة، وكلنا دعم له في استضافة هذه الدورة وغيرها من البطولات، سواء كانت إقليمية أو قارية ودولية وكل الاتحادات الخليجية ستبذل قصارى جهدها لإقناع التنظيمات الدولية لاستضافتها للأحداث وعلى المستويات كافة.
أرجو من الأشقاء في الاتحاد العراقي والشارع والإعلام الرياضيين تفهم دواعي قلق أشقائهم في الوقت الراهن، فاستحقاقات عديدة قادمة ستقام في عاصمة الرشيد ويدركون وقتها كم كان حرص أشقائهم على نجاحهم، وإبعاد كل ما يمس بمكانتها الرياضية في المجتمع الدولي.
أرجو من الأشقاء العراقيين التأني في اتخاذ قرار الانسحاب من البطولة حال نقلها، لأن المصلحة العامة تفرض اليوم ذلك، ولكن غداً سوف تتحسن الظروف عامة والأمنية، خاصة إن رغب الأشقاء في الاتحاد العراقي تعويضهم عن ذلك سيكونون ممتنين، لأن ابتعاد العراق عن بطولات أبناء الخليج ليس في مصلحة الدول المشاركة، فالمنتخب العراقي يشكل رقماً صعبًا في البطولة، واستمراره في البطولة يشكل عمقاً استراتيجياً وركيزة ثابتة لها، وبالتالي وجوده ضمن المجموعة سيعزز من مكانة البطولة، وهذا ما نسعى إليه من إقامة دورات الخليج.
أرجو من الأشقاء تفهم موقف المشاركين وأصحاب القرار في تقديره ولا يأخذنا الكبرياء بأن انتقال البطولة فيه مساس لسيادته، لأن الرياضة يجب أن تمارس في أجواء آمنة والظرف الذي يمر به العراق يصعب ذلك، فنرجو تفهم دواعي نقلها.
Abdulla.binhussain@wafi.com