التجنيد، تنجيد للشخصية، تحييد للمشاعر السلبية، تفنيد للمعاني الوطنية، تغريد في مساحات الوعي، تسديد لفاتورة الوطن تجديد للدماء، توطيد لأواصر المحبة، تأكيد على الولاء والانتماء، والاستواء على صراط الثقة ورباطة الجأش. الإمارات بما تختزنه من مكتسب وطني ومنجز حضاري، تحتاج إلى سواعد أبنائها، تحتاج إلى طاقاتهم الإيجابية، تحتاج إلى موازاة الترف بعزف على زناد المحبة والسلام والوئام، وعتاد الحماية والرعاية والعناية بالوطن، وبمائه وسمائه وترابه وأطيابه.. الإمارات التي زرعت شجرة الوفاء في قلوب الأبناء، بحاجة إلى ثمار هذه الشجرة، وإلى ظل أغصانها، ورائحة أزهارها، وطيب خضرتها.. الإمارات التي أبدعت في بناء اللحمة الاجتماعية، وتشييد عروش النسق الاجتماعي المتسق والمتناسق، والباسق تحتاج اليوم إلى هبة شبابية واعية، تعرف معنى التضاريس وكيف يمكن إرواؤها بالجهد والعرق، لكي يشعر الجميع أننا نشترك في الهم والمسؤولية والالتزام تجاه وطن أعطى وأسخى، وأجزل في البذل وقدم الغالي والنفيس من أجل إسعاد الجميع، وجعلهم يحلقون كطيور النورس، مكللين بالبياض، ونصوع الأجنحة، وشهامة التحديق والتحليق. الإمارات.. تدخل اليوم حياضاً ورياضاً ثرية بالعشب القشيب، وواجب الأبناء أن يكونوا الزارعين والحاصدين والناهلين والقاطفين، والمستفيدين من هذه النهضة، ولا تكتمل الاستفادة ولا تتم السعادة، إلا بارتفاع السواعد السمر عالية شامخة راسخة، متوافقة مع النفس متصالحة مع الذاتية محققة الوجود، بالتفاني بلا توانٍ، من أجل تحصين الوطن من كل غث ورث، باثة لواعجها باسم الوطن وباسم قيادته الرشيدة التي كرّست الجهد وصدقت بالوعد، وأكدت بالعهد، أن الوطن للجميع، ووطن الجميع يحتاج إلى الجميع باستثناء ليكونوا كتفاً بكتف، في بناء الصرح وتشييد حصن المحبة، بأعمدة لا تنثني ولا تنحني، وقواعد فكرية ثابتة لا تهزها الرياح، ولا تحرك ثوابتها، عواصف.. الإمارات التي أمعنت في صناعة الحب، تطوق من فلذة الكبد، لا تقلق أبداً من رغبة أبنائها في التجنيد، لأن الجميع كباراً وصغاراً، مقتنعون أنهم جند لهذا الوطن وهم ترسه وحسه، وقبسه هم جميعاً، كأسه ونبراسه، وقرطاسه وإحساسه وأساسه.. الإمارات سعيدة جداً بمن أسعدتهم وكرّستهم في الوطن، أشجاراً وارفة الظلال، راسخة الجذور. Uae88999@gmail.com