الهلال الأحمر... العناية بالحياة
الاحتفاء بالذين أسهموا بعرقهم ومالهم، من أجل رسم الابتسامة المضيئة على وجوه من تقطعت بهم السبل، يثري المشهد الإماراتي بسمات النبل وشهامة الرجال، وبصفات كرسها المؤسس الباني المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته.
الاحتفال بالذين زخرفوا الحلم الإنساني بالعطاء والسخاء صفة الإمارات وأهلها الأبرار والأخيار، الذين ما إن شكا عضو إنساني بالتعب إلا وتداعوا له بالإغاثة وبدماثة النجباء الذين لا تغمض لهم عين، ولا يهدأ لهم قلب، وهم يرون ويسمعون عن أناس في مشارق الأرض ومغاربها، يعانون ويواجهون محنة الفقر وآفة العوز ووباء المرض.
وتكريم المخلصين من رجال المال والأعمال لهو تكريم للقيم الإنسانية العالية، والروح البشرية المتسامية عن نوازع الذات والأنانية الفردية، وهو تكريم لعمل الخير والبر، وهو تعزيز لأواصر ولُحمة العلاقة بين أفراد المجتمعات والمؤسسات والهيئات الخيرية، التي يسهر أبطالها على إثراء الحياة الإنسانية بالفرح والسرور، وإضفاء عافية الأجساد والنفوس، ونثر أزاهير الحب في كل مكان من العالم، ونشر بذور الحميمية بين أبناء التراب، في كل مناطق العالم.
نقول شكراً، وشكراً لأبناء الإمارات الميسرين، الذين يضعون أيديهم ممدودة دائماً باتجاه المحتاج، وكل من يواجه صعوبة ومشقة في كسب لقمة العيش الكريم.
أبناء الإمارات الغارفون من قيم الآباء والأجداد، ها هم اليوم يتألقون في مشهد تاريخي، وهم يقفون أمام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، وأياديهم البيضاء تحتفي بدرع الكرامة والعزة ونبل البذل والجهد والعطاء.
أبناء الإمارات يثبتون دائماً أنهم على قلب رجل واحد في تكاتفهم وتعاضدهم وتلاحمهم وانسجامهم مع رؤية الدولة في بذل الجهد، من أجل صناعة واقع إنساني معافى من التعب والشقاء والمحن.
أبناء الإمارات الذين منَّ الله عليهم بالخير الجزيل، يؤكدون أنهم السند والعضد واليد الخيرة التي تحمل دوماً مصابيح الشروق في كل مكان إيماناً من هؤلاء أن بلادنا أرض الخير، وأن قيادتنا هي المثال والنموذج في رفع الضيم عن كل من أشقتهم ظروف الحياة، ومن يواجهون الطرق المسدودة في نيل الحقوق الشرعية، في حياة هانئة وسعيدة، بلا منغصات ومكدرات.
حمى الله بلادنا من كل شر، وحفظ قيادتها وشعبها الكريم.
علي أبو الريش | marafea@emi.ae