لم أكن أغامر، عندما ألمحت قبل مواجهة «الزعيم» العيناوي مع «أغنياء ريفر»، في نصف النهائي، إلى إمكانية تجاوز العين للحاجز الأرجنتيني المنيع، مستخدماً تعبير «يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات»، فلا يزال للحلم العيناوي بقية، وأن تجاوز بطل إقيانوسيا وبطل أفريقيا ليس نهاية المطاف.
وبرغم كل ذلك التفاؤل، فإننا عشنا ملحمة كروية تواصلت على مدار 120 دقيقة، ومن بعدها ركلات المعاناة الترجيحية.
وبرغم مرور أكثر من 24 ساعة على تلك الملحمة، إلا أنني ما زلت أفرك عيني لأصدق ما حدث، فالعين الفريق الوحيد المشارك في البطولة دون أن يحمل لقب قارته يواجه «عمالقة» ريفر بليت الذين ظل العالم ينتظرهم ساعات وأياماً، وهو ينافسون غريمهم التقليدي بوكا جونيورز، أملاً في انتزاع تلك اللحظة، والتواجد بين كبار قارات العالم، والفارق الفني واضح وصريح بنفس صراحة ووضوح الفارق ما بين الكرتين الأميركية الجنوبية والآسيوية، ناهيك عن الفارق البدني، حيث دخل «الزعيم» المباراة، بعد ماراثون ولينجتون، ثم المواجهة القوية مع الترجي، بينما راقبه الريفر في المباراتين، ودخل المواجهة بأريحية بدنية واضحة، دون تعب أو إرهاق.
وكعادته فاجأ «الزعيم» منافسه بنظرية «الصدمة والرعب»، بهدف مبكر جداً لجبل الجليد السويدي ماركوس بيرج، وعندما تأخر العين بهدفين لهدف، لم يرفع العين الراية البيضاء، تماسك ونظم صفوفه، إلى أن أدرك البرازيلي الرائع كايو التعادل الذي استمر حتى لحظة إحالة أوراق المباراة إلى ركلات الترجيح التي أهدت «الزعيم» إنجازاً تاريخياً بالتأهل الإماراتي غير المسبوق إلى نهائي المونديال، في لحظة لا يمكن أن تسقط من ذاكرة الكرة العالمية.
وكما كان الحارس خالد عيسى بطل موقعة ولينجتون، ارتدى أيضاً قفاز الإجادة أمام الريفر، وكان «عريس» الليلة المونديالية المثيرة، بعد أن قاد فريقه إلى النهائي، بينما حزم لاعبو الريفر وجماهيرهم العريضة حقائبهم إلى مباراة الثالث والرابع.
ودائماً «العين» عليها حارس اسمه خالد عيسى.
وكان على العالم أن يتابع مواجهة ساخنة حافلة بالتقلبات، فالعين يسجل هدفاً عن طريق حسين الشحات يلغيه «الفار» ويؤكد صحته نجم الريال السابق ميشيل سلجادو، ثم يضيع النجم الكبير مارتينيز ركلة جزاء للريفر، كانت كفيلة بإحباط الحلم العيناوي، وهنا قلت لكل من جاورني باستاد هزاع بن زايد، إن إضاعة الركلة تعني أن القدر يخبئ للعين فرحة كبيرة، وبالفعل نجح كايو في التلاعب بمدافعي الريفر، ووضع الكرة على يمين الحارس، وهو الهدف الذي وضع العين على أبواب الأمل من جديد، وجاءت ركلات الترجيح لتؤكد أن الفريق، وبتفاؤل كبير، هيأ نفسه لتلك اللحظات التي من شأنها أن تصنع تاريخاً جديداً لـ«البنفسج» في عام اليوبيل الذهبي.
×××
في ليلة واحدة، بات العين ثالث فريق في تاريخ المونديال يتأهل إلى المباراة النهائية، دون أن يحمل لقب قارته، بعد الرجاء المغربي في مونديال 2013، وكاشيما أنتلرز الياباني في مونديال 2016.
وفي ليلة واحدة قهرت الكرة العربية كرة الأميركتين، فاز الترجي على جوادالاخارا بطل أميركا الشمالية، وفاز العين على ريفر بليت بطل أميركا الجنوبية.
ويا شماتة جماهير البوكا.