أسئلة دون علامات استفهام...
لماذا يضيق علينا بعض الأقوام حتى لا يتركوا للناس مجالاً لاحتفال أو مساحة للبهجة، كل شيء سيهدم الدين، وكل شيء سيعيد عبادة الأصنام إلى أرض العرب، وكل شيء لم يصلنا متسلسلاً منذ 15 قرناً فهو بدعة، حتى أنهم يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي، وهي المناسبة التي ارتبطت في ذاكرة الناس بإلقاء القصائد والترنم بذكر الحبيب المصطفى وسيرته العطرة، وعزمه وصبره على نقل العرب من جاهلية عصرهم وتفكيرهم نحو العلم والنور والمحبة والإسلام، وإرساء القيم الإنسانية من حق وخير وجمال·
لماذا يربط بعض الناس الغيرة الوطنية بأشياء لا تخصها، وكأن الغيرة الوطنية سلاح يمكن أن يشهر في وجوه الناس لأنهم يتحدثون في مواضيع لا يفهمها الآخر أو تخالف رأيه أو تثير لديه حساسية شخصية مرضية أو تلمس عقده الاجتماعية، يبدو سلاح الجاهل طرياً، لذلك كثيراً ما يقويه بالدين والشرع وحكمة السلف الصالح أو الوطنية والغيرة عليها·
لماذا يشرع البعض في تحطيم الإنسان الناجح، لمجرد أنه ناجح، وأنه لا يلتفت إلى الوراء ولا يعير صغائر الأمور انتباهاً ولا يضيع وقته في توافه الأشياء، فالحياة عنده زمنها قصير والأشياء فيها ثقيلة بأماناتها، وهو سالك طريقاً جاداً، ينفع الناس أكثر مما ينفع شخصه أو مركزه·
لماذا لا تحرص صحفنا على المصطلحات الصحيحة في تعاملها مع الخبر أو التحقيق الصحفي، لماذا لا يكون ذلك التشدد المهني الذي يرقى بها كالصحف الأجنبية التي تسمي الأشياء بأسمائها، الأمر الذي يعزز من مصداقيتها وحرفيتها، فقارئ اليوم أذكى مما يتصور البعض ومتعدد مصادر المعرفة، ولا يمكن أن تمر عليه الأمور هكذا ببساطتها وأحياناً بغبائها، كيف تسمي بعض صحفنا بافاروتي بالمطرب مثلاً أو تصف جو الإمارات بأنه ربيع دائم أو توهم الآخرين أن مواطني الإمارات كلهم أغنياء ويسكنون الفيلل ولدى أولادهم الصغار سيارات بورش أو تصف سهرة مطربة سعالها أكثر من غنائها وصوتها بالكاد يخرج من حنجرتها غير الذهبية، بأن أمسيتها كانت أمسية العمر·