الفارس «الخامس»!
حين رحل ماكيتي ديوب من الظفرة إلى الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية، وتبعه السوري خريبين إلى الهلال السعودي على سبيل الإعارة، قال الكثيرون إن الظفرة لم يعد فيه أحد، وإنه ليس مؤهلاً لشيء بعد أن بات تقريباً بلا أسلحة.
قبلها وفي بداية الموسم، وحتى الجولة الرابعة، لم يكن في حوزة الظفرة نقطة واحدة، وكان قابعاً في ذيل جدول الدوري بلا حول ولا قوة، واليوم ومع نهاية الجولة الثامنة عشرة، بات الظفرة في المركز الخامس بست وعشرين نقطة، وهو أفضل مركز حققه فارس الغربية بين الكبار في دوري المحترفين.
من هذه لتلك .. من لا شيء إلى أفضل شيء.. من ذيل الجدول إلى المركز الخامس، وكثير من أمل في الارتقاء للأمام.. لا تقل لي إن الظفرة عوض غياب ديوب أو خريبين، فقد كانا هناك وليسا هنا.. كانا في «الذيل»، وغابا عن المركز الخامس، وأيضاً لا تقل لي المدرب السوري محمد قويض وحده - وإن كان مُهماً- ولكن يوجد هناك عمل جماعي كبير، فالثقة التي حصل عليها قويض في «قلب الأزمة» كانت من مجلس الإدارة، ومن اتخذ قرار ابتعاد ديوب وخريبين، كانت الإدارة، ومن صابر وثابر، وتحمل مع الجميع، هي الإدارة، ولا يقدم عملاً كهذا سوى إدارة لها رؤية، كافأها القدر، بالمركز الذي يستحقه فارس الغربية، والذي قد يستطيع منه أن يتقدم أكثر للأمام أو أن يمني النفس ببطولة تروي عطش السنين.
ليست المرة الأولى التي يقود فيها السوري محمد قويض المهمة الفنية لفريق الظفرة، وعلى الرغم من أنه مدرب كبير وصاحب رؤية، إلا أن التجربة غالباً، لم تكن تصل لذروتها كما هو حادث اليوم، وأعتقد أن وجود صالح المزروعي رئيس مجلس الإدارة ورفاقه من أعضاء المجلس، كانوا خير عون لقويض في مهمته، ويكفي أنهم جددوا الثقة فيه، حين ظن الجميع أنه سيرحل بعد أربع مباريات متتالية من الخسائر، حدثت في وجود ماكيتي ديوب وخريبين، ولم تحدث أبداً بعد رحيلهما.
تابعت تصريحات صالح المزروعي رئيس نادي الظفرة، مؤخراً، وهي تنم عن وعي ومعرفة، وأن الرجل يقول ما يصدق ويصدق ما يقول، والأهم أنه يتحلى بالثقة فيما يفعل وهذا أمر مهم .. أما الفارق من وجهة نظري، فهو أنهم كما يروجون لأنفسهم .. متحدون .. متلاحمون، والجماعية، تمتد من الفريق إلى كل من في النادي، وهذا يكفي «وزيادة».
كلمة أخيرة:
القدر لا يكافئ سوى المخلصين .. والجماعية في أي فريق هي «نجم النجوم».