عشية المواجهة بين فريقه الهلال وجاره اللدود النصر، قال سامي الجابر المدير الفني للزعيم السعودي بالحرف «إن لقاء النهائي ينتظره الجميع على الصعيدين المحلي والعربي، ويعد من أهم المباريات في الشرق الأوسط، وتمنى أن يكون اللقاء مُشرفاً تسوده الروح الرياضية، خاصة أن الجميع سيشاهده سواء خليجياً أو عربياً». واليوم لا أتحدث نهائياً عن نتيجة المباراة التي لا أعرفها شخصياً، لأنني كتبت هذه المقالة ليل الجمعة، أي قبل نهائي كأس ولي العهد السعودي بحوالي عشرين ساعة، وفعلت ذلك مُتعمداً لأنني لم أكن أنوي أن أتحدث عن مجريات المباراة بقدر ما أردت الحديث عن أجوائها. ولو نظرنا لما قاله سامي الجابر، وتساءلنا على أي أساس بنى تصريحه، لوجدنا أنه مُحق في وصفها بواحدة من أهم المباريات في الشرق الأوسط؟. فالهلال صاحب صولات وجولات محلية وعربية وآسيوية وله جماهيرية جارفة داخل بلده وخارجه، والنصر أول من لعب من الأندية السعودية عالمياً «حتى لا أدخل في جدلية بطولة لم تقم، وكان الهلال أحد المشاركين فيها»، والنصر له جماهيره التي أصبحت علامة فارقة هذا الموسم، بتقليعاتها وتشجيعاتها وبهاشتاقاتها التي وصلت خارج حدود السعودية وأشهرها «متصدر لا تكلمني»، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الدوري السعودي، تم تصنيفه قبل أيام الأقوى عربياً «مع احتفاظ مشجعي كل دولة أخرى بحقهم في تصنيف دوريهم، على أنه الأقوى، خاصة في مصر والإمارات والمغرب وتونس»، نجد فعلاً حالة اهتمام سعودية غير مسبوقة، نظراً لوضع الفريقين في الدوري، فالنصر متصدر والهلال وصيف، والهلال حامل لقب البطولة ست مرات متتالية، و 12 مرة عبر تاريخه، والنصر وصيف النسخة السابقة، ولم يحرز اللقب منذ 40 عاماً، وكلها عوامل تصب في تأكيد مقولة سامي الجابر، وأستطيع أن أؤكد أن الإماراتي والعُماني والبحريني والقطري، وربما المصري والتونسي والأردني والمغربي بدرجة أقل تابعوا النهائي السعودي الهوية، والذي يُعبر عن مكانة هذه الكرة خليجياً وعربياً وآسيويا، ويعني تعافيها بشكل أو بآخر من كبوتها الأخيرة، بعدما انتفض منتخبها، وتأهل إلى نهائيات أمم آسيا، ووصل شبابها لنهائي أمم القارة، وحل الأهلي وصيفاً لدوري أبطال آسيا قبل عامين، وتضم أنديتها محترفين على مستوى عال، وسعوديين نال منهم اثنان مازالا يلعبان حتى الآن، لقب أفضل لاعب في آسيا، وهما ياسر القحطاني وحمد المنتشري، ولا ننسى المواجهة بين السعودي سامي الجابر، كأول شخص يقود فريقه للنهائي لاعباً وتوج معه، ومديراً للكرة، وأيضاً توج معه، ثم مدرباً، وبين الأوروجوياني دانييل كارينيو الذي غيّر شكل النصر وغيّر طريقة تعامله مع البطولات طويلة النفس وقصيرة النفس على حد سواء، ولا ننكر وجود منافسة بين رئيسي الناديين الأميرين عبدالرحمن بن مساعد صاحب الشهرة العربية شاعراً، والأمير فيصل بن تركي الدبلوماسي السابق في سفارة السعودية في أميركا، وهو أيضاً شاعر، وسبق أن غنى راشد الماجد إحدى قصائده. لهذا أتفق مع ما قاله سامي الجابر أن هذه المباراة مهمة على الصعيدين الخليجي والعربي مثلها مثل لقاءات أخرى إماراتية وقطرية وعراقية وأردنية ومغربية ومصرية، منها لقاء الرجاء مع الوداد، والأهلي مع الزمالك، والترجي مع النجم الساحلي، والعين مع الأهلي، والسد مع الريان والمريخ مع الهلال في السودان. شخصياً لا يهمني من توج بطلاً ويهمني جداً كشخص يعمل في الإعلام الرياضي أن تخرج كل القمم العربية رياضية واقتصادية وثقافية وسياسية، بكل روح رياضية. Twitter@mustafa_agha