في عامها الخمسين، تتربع دولة الإمارات في المركز السابع عشر عالمياً بقائمة أقوى 20 قوة ناعمة في العالم لسنة 2021، وهذا دليل على نجاح الدبلوماسية الإماراتية في بناء جسور التعاون والسلام مع دول العالم. دور الإمارات ريادي في دعم جهود الاستجابة العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم، فجهود الإغاثة وجسر المساعدات الإماراتية الإنسانية والطبية مكنت الكثير من المجتمعات من تجاوز هذه الأزمة. فضلاً عن الإنجاز التاريخي المتمثل في توقيع المعاهدة الإبراهيمية بين دولة الإمارات وإسرائيل. ولا يخفى على أي متابع أن الثقل الدبلوماسي للإمارات وتعاونها الدولي حول الدولة إلى مركز سياسي واقتصادي متميز في قيادة أجندة السلام في المنطقة نحو مستقبل آمن ومزدهر. 
كما أن سباق الإمارات نحو التميز في كل مناحي الحياة جعل الدبلوماسية الإماراتية أكاديمية للعالم قادرة على مواكبة التطورات والمستجدات التي تعيشها الدول في يومنا هذا، حيث بات من المهم لجميع الدول ومنها العظمى بناء علاقات دبلوماسية ومتعددة مع الدول الحليفة أو المتخاصمة عبر تحليها بقيم التسامح والتعايش. فمن الاستحالة الوصول إلى إنجازات الإمارات في الوصول إلى المريخ وبناء محطة نووية سلمية وغيرها الكثير في عامها الخمسين لولا قيادة الإمارات الحكيمة، وأيضاً بفضل الدبلوماسية الإماراتية التي يقودها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. 
ومن هنا، فإن بناء مؤسسة تعليمية مثل «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية»، والتي تمت إعادة تسميتها بـ«أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية» تيمناً بالجهود المخلصة، التي بذلها أحد رواد العمل الدبلوماسي، حيث تهدف الأكاديمية إلى ترسيخ مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال بناء جيل مؤهل وقادر على تمثيل وطنه وتوضيح دوره المحوري في عملية الأمن والسلم الدوليين. فإن قصة الإمارات في التأسيس والازدهار مبعث فخر للعالم، وتعتبرها الأكاديمية جزءاً أصيلاً في سياسة الإمارات الخارجية وذلك منذ انطلاق الأكاديمية في عام 2014. فإن إعداد دبلوماسيي اليوبيل الذهبي وتزويدهم بالمهارات اللازمة للحياة الدبلوماسية، واستضافة الخبراء والقادة العالميين والدبلوماسيين في حلقات نقاشية، هو جزء من صورة أكبر يمكن تخيلها لشكل الدبلوماسية الإماراتية في الخمسين عاماً المقبلة. بالإضافة إلى إجراء البحوث التي من شأنها تقديم الأفكار الجديدة والتحليلات الواقعية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية للإمارات مع دول العالم. ونستشهد بكلمة الدكتورة مريم إبراهيم المحمود نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في احتفال العالم باليوم الدولي للتعليم، في حرص الأكاديمية على أن تسهم في التوجه الجديد للإمارات في بناء أكبر خطة استراتيجية لأعوامها الخمسين المقبلة، حيث المنصة الافتراضية «دبلوماسية الخمسين عاماً المقبلة» تدمج اثنتين من أبرز الأولويات الأساسية للأكاديمية، مما يؤكد على أن الدبلوماسية الإماراتية هي بالفعل أكاديمية للعالم في الإنجازات وفي تفعيل رؤيتها لتعزيز التعاون على المستوى الدولي.