ونحن على مشارف إسدال الستار على شهر رمضان المبارك، شهر الخير والعطاء والبركة، تمتد أيادي دولة الإمارات البيضاء لتصل إلى كل أرجاء المعمورة، وتشمل مرضى ترادفت عليهم الأسقام، وأرامل توالت عليها الأوصاب، وفقراء وأيتام تواترت عليهم أوجاع الفاقة وضيق ذات اليد، وهو ما يؤكده إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، النتائج السنوية لأعمال مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لعام 2020، المؤسسة الأكبر من نوعها في المنطقة في مجال العمل الخيري والإنساني، بوصول إجمالي حجم إنفاقها إلى 1.2 مليار درهم.
وإيمانًا منها بضرورة استمرار جهود تعزيز العمل الإنساني، ولاسيما في ظل تأزم ظروف فئات عريضة جرّاء تداعيات جائحة «كورونا»، أخذت دولة الإمارات على عاتقها مسؤولية تقديم الدعم إلى المجتمعات الهشة والأكثر تضررًا من الأزمات الصحية والاقتصادية في كل مكان، في مساعٍ تشير إلى تجذّر قيم العطاء ومدّ يد العون للشقيق والصديق، بما يحفّز على فعل الخير، ويُشِيع روح التضامن الإنساني مع شعوبٍ هي في أمسّ الحاجة إلى من يقف إلى جانبها في الأزمات والمصاعب، ويمنحها جرعة أملٍ في مستقبل يخاف الجميع ما يبدو من معالمه.
وليس غريبًا أن تعرب منظمة الصحة العالمية عن شكرها وتقديرها لدولة الإمارات على دعمها المتواصل للجهود العالمية الرامية إلى التصدي لفيروس «كورونا»، فضلًا عن وقفاتها الإنسانية المُضيئة المتواصلة مع ضحايا الكوارث الطبيعية والحروب، مجسِّدة بذلك أرقى معاني التضامن الإنساني، بتسيير قوافل من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المناطق المتضررة والمنكوبة في كل بقاع العالم.
وبينما تسارع دول لإنقاذ أنظمتها الصحية من الانهيار، والعبور بمؤسساتها الاقتصادية إلى برّ الأمان هروبًا من شبح الإفلاس، كانت دولة الإمارات سبّاقة إلى تقديم يد المساعدة إلى الشعوب المُتضررة، بصرف النظر عن معتقداتها الدينية، أو أصولها العرقية أو قناعاتها السياسية، وأرسلت مساعدات طبية إلى ما يربو على 129 دولة، في ذروة تفشي الجائحة، بلغت نحو 1814 طنًّا، واضعة نُصب عينيها شعارًا لا تبغي من ورائه جزاءً ولا شكورًا: «خير الناس أنفعهم للناس».
ثقافة العطاء والجود والكرم في دولة الإمارات ليست وليدةَ اليوم، بل هي راسخة وقديمة قِدمَ بناء الدولة على يد الآباء المؤسّسين، فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أخيرًا: «كل عام يزداد إيماننا بالعمل الإنساني.. ستبقى دبي والإمارات كما أرادها المؤسسون منارة إنسانية للبشر، كل البشر».

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.